[الابتسام]

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت هذه المقالة في جريدة الرياض، وأحببت أن تشاركوني القراءة، وسبحان الله، معلومات عجيبة و غريبة، اليكم نص المقال:

عامر الأحمدي
لدي صديق رقيق القلب جياش العاطفة توفيت والدته قبل سبع سنوات.. ورغم ذلك لم يكف عن الحلم بها ورؤيتها في المنام وإخبارنا بما دار بينهما.. وذات يوم (حسب روايته) استيقظ من النوم على رنين الهاتف وإذ به يسمع صوت والدته على الطرف الآخر يقول: «حسن، يا وليدي حسن، أنت ما صحيت إلى الآن؟».

ولأن اسمه حسن، ولأن الصوت كان لوالدته، سقطت السماعة من يده وبقي لثوان يحاول استيعاب ما حدث (!) وحين عاد ورفع السماعة كان الخط قد أغلق على الطرف الآخر ولم يعد يسمع شيئاً.. وبعد ساعة من الانتظار بقرب الهاتف - على أمل أن تتصل مجدداً - عاد واتصل بي لعله يجد جواباً لما حدث، غير أنني لم أجد تفسيراً سوى كونه اتصالاً خاطئاً من امرأة عجوز (بالصدفة) كان اسم ولدها حسن.

ولكنه قال بحرقة: أقسم لك إنه صوت والدتي ولا أدري كيف رميت السماعة ولم أحدثها!! قلت: يا رجل تمعن فيها تقول، والدتك لم تكن تعرف كيف تستعمل الهاتف حتى أثناء حياتها (آآآآآقوول قوم غسل وجهك وتعوذ من ابليس).. وهكذا (قفلتها بوجهه) وانهينا المكالمة وكلانا يعلم صعوبة الصدف المركبة!!

غير أن هذه الحادثة أوحت لي بمقال اليوم - خصوصاً بعد أن ذكرتني بقصة مماثلة سمعتها قبل سنوات على محطة ال CNN.. فقد كان «لاري كنج» يجري لقاء - في برنامجه الشهير - مع منتجة سينمائية تدعى إيدا ليبينو. وخلال اللقاء قالت إيدا إنها تلقت ذات يوم اتصالاً هاتفياً من والدها المتوفى وأنها حين تأكدت من صوته رمت السماعة وهربت من الرعب. وبعدها بستة أشهر اتصل مجدداً وقال جملة واحدة فقط «المستندات في صندوق الأمانات لدى بنك ويست كوست».. وحسب قولها كانت في تلك الفترة تبحث عن سندات ملكية عقارية في سانتا باربرا ولم تجدها حتى أتاها ذلك الاتصال!!

.. الغريب في هذه الادعاءات أنها تراكمت منذ اختراع الهاتف والتلغراف بشكل يصعب تجاهله. فقد ترافق انتشار الهاتف مع توالي الشهادات عن تلقي اتصالات من أقرباء متوفين - أو دخلوا على الخط أثناء الحديث مع شخص آخر. وتتميز هذه الاتصالات بأن «الصوت» فيها يبدو مشوشاً أو يبدو وكأنه قادم «من مكان سحيق». وفي الغالب لا يتجاوب المتصل مع استفسارات المتلقي ويسترسل في كلامه - أو يلقي جملاً مقتضبة - قبل أن ينقطع الاتصال فجأة.

وكان توماس أديسون (وهو مخترع مشهور له أكثر من ألف اختراع) قد حاول اختراع هاتف مخصص لهذا الغرض. فقد كان متعلقاً بجلسات تحضير الأرواح وكان ينظر للهاتف كوسيط «أكثر عصرية» للاتصال بالأموات. وبعد وفاته تبنى الفكرة مخترعون عديدون - في أمريكا وانجلترا على وجه الخصوص - جميعهم فشلوا في اختراع ما يُعرف بالهاتف الروحي (Psychic Telephone).

أما في وقتنا الحالي فقد تحدثت صحيفة الناشيونال بوست (في ابريل الماضي) عما دعته «استعانة الأموات بالأجهزة الحديثة للاتصال بالأحياء». وقالت إن سماع أصوات المتوفين من خلال أجهزة الهاتف والراديو والتسجيل ظاهرة قديمة رصدت منذ مائة عام ولكنها اليوم أصبحت تستقبل من خلال تقنيات حديثة كالإنترنت والجوال والوسائط المتعددة!

.. أنا شخصياً أتساءل بصوت منخفض: ما الذي يمنع (القرين) من استخدام التقنيات الحديثة مثلنا!؟