[كنـــدا 2010]

تفجرت كل ينابيع الكلمات ... فلم أعد أستطيع أن أجمع منها شيئا ... لا أعلم ... كيف أبدأ بجمعها ... وترتيبها ...
تتراقص هنا وهناك ... وكأني عزفت لها سنفونية الحياة ... فإن أمسكت إحداها لأنظمها في جملة بسيطة تصف أي شعور عندي تسرع الأخرى بالاختباء ... فأضطر للبحث عنها في كل مكان ... فلا أعود بعد أن أجدها حتى تختبئ الأخرى
كلماتي أصبحت مجموعة من الأطفال تلعب لعبة الاختباء وأنا من يبحث عنها ...
أعياني التعب ... وتسلل الملل إلي بعد أن طال اللعب
فعدت لقلمي وأقفلته ... ولملمت أوراقي ... وهممت بالخروج وما إن فتحت الباب حتى رأيت كل الكلمات أخذت موقعها على الورق لتشكل أعذب مما كنت سأكتب ... ابتسمت وعدت لها ... لأرى كلمات ليست كالكلمات
.. تساءلت أين ذهبت تلك الألعاب الصبيانية ... وأين ذهب كل ذاك الطيش ...
أجابتني الكلمات : لقد هجرتنا أمدا طويلا حتى علانا الملل ... وكستنا الرتابة ... وبعد أن عدتي إلينا ... عدنا أطفالا فرحوا بعودة أمهم بعد طول مغيب ... فأحببنا اللعب معك ولكن ما أن بدأنا حتى هممتي بالخروج ... فخشينا الهجران وطوله فعدنا نحتضن السطور لنعانق عيناك ...
... ما أجمله من لقاء ... لم نفترق بالمعنى الحرفي ولكن حال الحزن والألم والغدر بيننا ... فلم نلتقي إلا وسيل جارف من الدموع يحول بيننا ... وكما من الآهات يكون جنود تعزلنا عن بعضنا ...
أصبحت وكلماتي جبهتا حرب لم نلتقي ..شكلنا خطان مستقيمان يسران معا ولكن لا يلتقيان ...
كنا بالقرب من بعضنا ولكن ... نبعد عن بعضنا آلاف الأميال ...
وها قد عاد الوصل من جديد ... وعادت الخطوط لتلتقي ولنكون أجمل ثلاثي ... قلم وكلمات ومشاعر ..وبوح في أعذب الصور ...
كلماتي جزء مني وأنا كلي منها ...
لا حياة لي بدونها ... فهي بريدي ... ومتنفس سعادتي وشقائي ...
ما إن أكملت ما بصدري من بوح ... حتى عادت الحال لما كانت عليه ... فخرجت وتركتها هناك ... لتكمل ما بدأت ... وحين عودتي ... وجدت كل شيء يعمه الفوضى ... حتى القلم سكب حبره على الجدران ... ليعبر عن مدى كم الطفولة الهائل الذي يحمله ...
فما كان مني إلا أن كتبت :
بقلمــــــــــــــــي ... كنـــــــــــــدا ...