[ملاك الليل]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )

البقرة (34)

سؤال يطرح نفسة وقد يتبادر إلى ذهن الكثيرين في حال سماعهم لهذه الأية

ألا وهو:

أنّنا دائما نعزي خطيئتنا إلى الشيطان ترى عندما عصى إبليس ربّه من كان شيطانه ؟

الجواب كما ذكره الشيخ محمد حسين يعقوب حين قال :

إنّها النفس !

فالذنوب يكون لها سببان أما النفس وأما الشيطان

والآن سيظهر سؤال آخر يطرح نفسه هو :

كيف نُفرق بين الذنب إن كان سببه من الشيطان أم من النفس ؟
هذا سؤال مهم جدا بإجابته يكمن العلاج بإذن الله لأن المرء حين يعرف أن نفسة قادته إلى معصية يكون من السهل عليه أن يجاهدها وحين يعرف أن الشيطان قاده إلى معصية فأيضا سيجد طرق كثيرة ووسائل عديدة في القرءان تعينه لمواجهة الشيطان

الجواب :
الشيطان له طريقة واحدة لعمل الذنب هي ( النسيان ) تعمل المعصية وأنت ناسي .

أما اذا كان سببها النفس فأنت تعرف العقاب وتعرف ذنبك لكنك تفعله وتتمادى به !!

هنا الفرق وعلى كل شخص أن يحدد سبب خطيئته فإن كانت نفسه فليجاهدها بما استطاع وإن كان الشيطان فليستعذ بالله منه ومن شروره وليتحصن بالقرءان

وليكن واضحا للعبد أن كل ماتدعوك نفسك إليه هو باب دخول النار
وكل ما تدعوك نفسك لتركه هو باب دخول الجنة
كل شيء تقبله النفس لاتفعله

نسأل الله ان يرزقنا النفس اللوامة التي تلومنا دائما وتذكرنا بمعصيتنا

كما قال الدكتور محمد هداية في حديثه

إنها تلوم صاحبها كل ليلة قبل نومه حين يضع رأسه على وسادته لتقول له :
أنت اليوم فعلت كذا وقلت كذا وتصرفت كذا ، وإذا بها تذكّره وتذكّره إلى أن يستغفر ربه ويحاول مع نفسه في اليوم التالي تصحيح مساره

حيث قال سبحانه وتعالى ( أقسم بالنفس اللوامة )

إليكم مثل عمّا يفعله الشيطان بالعبد حين يعود إلى الله أو يحاول التقرّب منه:

- جاء رجل إلى أبو حنيفة النعمان وقال له : نسيت أين وضعت مالي

قال له الإمام : إذهب وتوضأ وأقم الصلاة .
ذهب الرجل وتو ضأ ؛ وبدأ بالصلاة بمجرد بدأ بالركعة الأولى " تذكر أين وضع ماله " فترك الصلاة وذهب وأخذ ماله !!

بعد حين لقى الإمام الرجل "سأله " فشرح له ماحصل

قال الإمام : كنت أعرف أن الشيطان لن يتركك تقيم الليل

الشيطان لكم عدو فاحذروه والنفس لكم عدو فاحذروها

هناك أشياء كثيرة نفقدها إما من الشيطان وإما من أنفسنا

لنحارب الشيطان أولا وإن وجدنا أننا لازلنا نفقد أشياء ثمينة لنعد إلى أنفسنا فهي الاوّلى بالحرب إذن

اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

ونستعيذ بك من كل شر استعاذ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

أسال الله لي ولكم المغفرة من كل ذنب والشفاعة من كل أمر والفوز بالجنة والخلاص من النار