[سعود ابو فيصل]

:تأملت حاله عجبيه وهي ان المؤمن تنزل به النازله فيدعو، ويبالغ بالدعاء فلا يرى أثر للاجابه،فاذا قارب اليأس نظر حينئذ الى قلبه ،فان كان راضياُ بالاقدار،غير قنوط من فضل الله عز وجل فالغالب تعجيل الاجابه حينئذ لان هناك يقهر الايمان الشيطان وهناك تبين مقادير الرجال.
وقد اشير الى قوله تعالى(حتى يقول الرسول والذين ًٌٌٌَُآمنومعه متى نصر الله )
وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام فانه لما فقد ولداوطال الامرعليه لم ييأس من الفرج ، فاخذ ولده الآخر ،ولم ينقطع امله من فضل ربه (ان يأتيني بهم جميعا)وكذلك قال زكريا عليه السلام (ولم اكن بدعائك ربي شقيا )
فاياك ان تستطيل مده الاجابه ، وكن ناظرا الى انه المالك والى انه الحكيم في التدبير ، والعالم بالمصالح ،والى انه يريد اختبارك ليبلو اسرارك ،والىانه يرد ان يرى تضرعك ،والى انه يريد ان ياجرك بصبرك الى غير ذلك .
والى انه يبتليك بالتاخير لتحارب وسوسه ابليس ، وكل واحد من هذه الاشياء تقوي الظن في فضله وتوجب الشكر له اذ اهلك بالبلاء للالتفات الى سؤاله ، وفقر المضطر الى اللجأاليه غنى كله .

مقتبس من كتاب صيد الخاطر