[sun.life]

قال سفيان الثوري رحمه الله: «ما بقي لي من نعيم الدنيا الا ثلاث: اخ ثقة في الله، اكتسب في صحبته خيرا، ان رآني زائغا قومني، او مستقيما رغبني، ورزق واسع حلال، ليست لله علي فيه تبعة ولا لمخلوق علي فيه منة، وصلاة في جماعة أُكفى سهوها، وأُرزق اجرها.

الخشوع.. روح الصلاة

الخشوع هو حضور القلب وسكون الجوارح، بأن يؤدي العبد صلاته ويتفهم معانيها ويذوق لذة العبادة ويستحضر التذلل والخضوع والافتقار للخالق، قال تعالى: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون». قال ابن رجب: أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والاعضاء لانها تابعة له. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يستعيذ بالله من قلب لا يخشع. وكان إذا صلى سمع له أزيز كأزيز المرجل. قال أبو الدرداء: استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل له: وما خشوع النفاق قال: ان ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع! وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أحدا يطأطئ عنقه في الصلاة يضربه بالدرة ويقول له: ويحك إنما الخشوع في القلب
وسئل الإمام أحمد عن المراد بوضع اليدين احداهما على الأخرى حال القيام فقال: هو ذل بين يدي العزيز. قال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، جاء في الحديث: «إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها». رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: «اذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا». متفق عليه. وقال حذيفة رضي الله عنه: «أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورب مصلٍ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا». وقال أبوالدرداء: «من فقه المرء اقباله على حاجته، حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ». وفي الحديث: «لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان». وجاء في الصحيحين (( إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا سكت المؤذن أقبل ، فإذا ثوب أدبر ، فإذا سكت أقبل ، فلا يزال بالمرء يقول له : اذكر ، ما لم يكن يذكر ، حتى لا يدري كم صلى )) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1222
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]