[نوراي]

إن الأنسان ليعجل وهو لايدري الى اين يجره استعجاله
قال تعالى:( يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )..
إن التثبت من الأقوال والأفعال والتحقق من المصادر التي يتلقى منها الفرد الأخبار قبل إصدار الأحكام منهج إسلامي يستند إلى تقوى الله ..فالإسلام لا يقبل من اتباعه اطلاق الأحكام دون التأكد من صحة ما يدور حولهم من انباء والتثبت من نفع ما يتقلون ..لما في ذلك من مقدمات الفساد والضياع الؤدي الى تصدع وانهيار المجتمع ..
كاتهام أناس ابرياء دون دليل او علم بالأمر سوى الأستناد الى شائعات مغرضة يروجها أناس مغرضون نتيجة أحقاد وضغائن دفينة أو بناء على ظن او معتقد ليس فيه من الحق شئ..
المسلم الحق هو من يتحرى الصدق في كل ما يتلقه غير متأثر بأراء المحيطين به مبتعدا باحكامه عن الحمية لما يعتقد من افكار او انتماء ..ولنا في القصة التالية من سيرة الرسول العطرة خير مثال في كيفية تصرف المسلم عند تلقيه خبر ما يترتب عليه عواقب قد تفضي الى ألم وندامة وحسرة ..
يروى ان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة ليجمع زكاة مال بين المصطلق فلما رآهم أوجس في نفسه خيفة منهم لمسالة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا يخبره :بانهم منعوا الزكاة وهموا بقتله وانهم يعدون العدة لقتال المسلمين ..أندفع هنا بعض من المسلمين يطلبون من الرسول الكريم الإسراع بعقابهم ..لكنه صلى الله عليه وسلم أرسل خالد بن الوليد اليهم وامره بما اتاه الله من الحكمة وحسن التدبير ان يتثبت ولا يعجل..انطلق خالد بن الوليد اليهم حتى آتاهم ليلا فبث عيونه حولهم ولما عادوا أخبروه بما يدل على تمسكهم بالإسلام من اقامة الصلاة وغير ذلك من مظاهر الإسلام ..وعندما بلغ النبيى صلى الله عليه وسلم الخبر قال : التثبت من الله والعجلة من الشيطان ..
وليعرف مستقبل الخبر ان التثبت من مصدر الخبر هو أول اسس قبول الخبر. فان كان ناقل الخبر مؤمنا صالحا كان خبره موضع ثقة ام ان كان مطعونا بصدقه ومعروفا بفسقه فهو موضع شك حتى يتبن صحة خبره .,.
من المؤسف ان البعض من الناس في زمننا ليست لديه مهمة في الحياة غير نقل الأخبار وان كانت صحيحة فلا يشعر بالسعادة الا بعد ان يضفي عليها شيئا من التوابل الحراقة ليزيد الخبر اثارة ..وبعد اسبوع نجدان الخبر بع دما كان جملة واحدة أصبح قصة ..