[همسة محبة]

بسم الله الرحمن الرحيم


اخوتي وأخواتي في الله







ترددت كثيرا قبل ان أكتب مشكلتي لاعتقادي بأنها قد تكون تافهة في نظر البعض ، بدون مقدمات سأخبركم بمشكلتي التي قد يظن البعض للوهلة الأولى أنها بسيطة ولكنها عكرت حياتي كلها ، ببساطة انا دوما حزينة في معظم الأوقات وخاصة عندما انفرد وحدي ،
عندما أتقرب من الله تعالى بالدعاء بالصلاة في جوف الليل وبقراءة القرآن ينجلي همي وحزني يتبدد ، ولكن سرعان مايعود الحزن الى قلبي ، قد يكون الأمر طبيعي ولكن الذي لاأستطيع ان أفهمه أبدا اننني لاأعلم سبب حزني فأحيانا أبكي وأشعر بالحزن والألم يعصر قلبي وكل ذرة من ذرات روحي ، أشعر بالاختناق لأتفه الأسباب وخاصة عندما اتذكر بعض المواقف التي مررت بها في حياتي ، لاأستطيع ان اعبر عن مافي داخلي ولكنني أشعر بالمرارة والوحدة وبأن كل من حولي من اعرفهم من لم اعرفهم عن كثب في بيئتي المحدودة او عبر الشبكة العنكبوتية ، أصبح يتمتع بالأنانية المفرطة لايفكر الا في نفسه وملذاته وراحته ، ينتابني شعور بأنني غريبة بكل معنى الكلمة ، أصبحت صداقاتي محدودة جدا ان لم تكن معدومة والسبب تلك الانانية لدرجة اني اصبحت وحيدة منقطعة وكأنني بلا مأوى ، عندما اجتمع مع اهلي لااحد يفكر الا في نفسه وهمومه بينما اجد نفسي افكر في كل من حولي وعندما اطرح حلول لبعض الأمور أجد بأنني ابدو كمتهمة في قفص الاتهام لااحد يصدق بانني أفكر لصالح الشخص الآخر وكأنني مثلهم ، في السابق عندما كنت أحادث صديقاتي عبر الهاتف لاأجد من ينصت لي ويسمعني الكل يتحدث عن نفسه وهمومه وحياته لدرجة اني كرهت أن انطق بكلمة واحدة عن همومي ومشاعري وأحزاني واكتفيت بالسماع للآخرين لدرجة اني مللت فتركت كل من حولي وتقوقعت داخل شرنقة لااريد ان أرى او اسمع او اتكلم ، ليس لي صديقات في هذا العالم حتى عندما اتقرب من بعضهن أجد نفسي وكأنني أشحذ فأنا من يسأل وانا من يتصل وانا من يبادر وعندما انقطع عنهم في البداية لم تنفك الاتصالات من السؤال وتدريجيا اصبحت في طي النسيان ، ازدادت وحدتي وخاصة عندما تخرجت وبقيت دون عمل او وظيفة تلبي كل احتياجاتي حتى لاأمد يدي حتى لأقرب الناس ، نسيت الوظيفة وأظن بأني بدأت أكرهها ولاأريد أن أتذكرها مطلقا ، كل يوم اشعر بالضيق والحزن يكاد يقتلني لدرجة انني في كثير من الأحيان لاأعرف سببا وجيها لهذا الحزن الكبير الذي أعيشه ، قد يقول البعض حاولي ان تشغلي وقت فراغك ولكن أظن الجميع سيتفاجأ اذا قلت له بأنني لاأملك الوقت الكافي ، وقتي مقسم وكله مشحون بالأعمال المتكدسة والواجبات والنشاطات المختلفة أقرأ كثيرا وأقضي وقت فراغي بأعمال كثيرة أدرجتها ضمن واجباتي اليومية ، ولكنني أشعر بالحزن على الرغم من كل ذلك ، أنا وحيدة بكل معنى الكلمة ولاأجد صديقة وفية بكل معنى الكلمة ، أشعر بالغربة مع اني في بلدي وبين أهلي ولكن اتضح لي بأن الغربة ليست في البعد عن الوطن والأهل الغربة لها أبعاد أكثر اتساعا من أفهامنا القاصرة ولايستطيع ان يشعر بها الا من مر بالظروف التي مررت بها ، أشعر بأنني غريبة بين كل الأحياء وأسكن في عالم ضيق ومحدود حدوده لاتتجاوز أنامل قدمي ، فهل أجد حلا بينكم ينتشلني من الحزن الذي تغلغل في أعماق قلبي الحزين ، ام سأظل أشعر بالغربة حتى وأنابينكم ، هل سأجد من يساعدني ؟؟ هل سأجد من يدلني على الطريق ؟؟أم سأبقى عالقة في قوقعة الأحزان ؟؟