[وفاتي ولا حجابي]

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أصبحت تظهر بين فترة وأخرى جداول محاسبة النفس أو كما تسمى (جدول الهمة العالية ) يدَّعون أن تلك الجداول تحفز على عمل الطاعات فيضعون جداول بعدد أيام السنة والأشهر ثم يضعون عدد من الأعمال مثلا : قيام الليل ،الصدقة ،والذكر وغيرها من الأخلاق والعبادات
ثم يطلبون من كل شخص تقييم نفسه بأن يضع (صح) إذا عمل هذا العمل و(خطأ )إذا لم يعمله .
وأليكم الرد على هذه الجــــــــــــــــــــــــــداول
كما نقلناه عن أ. أناهيد السميـــــــــــــــري -حفظها الله تعالى-



ونقول وعلمنا قليل ومن الله نطلب العون والتسهيل
أولاًََ:أفتى مشايخنا ـ غفر الله لهم ـ أن مثل هذه المسائل ليس لها أصل مثل ما نقل عن الشيخ بن عثيمين ـ رحمه الله ـ


ثانياً: أن لهذه الجداول مفاسد يخشى من انتشارها ومنها:
1) أن الصحابة والتابعين والقرون المفضلة ،لم يورث عنهم مثل هذه الأعمال ولم يوصوا بها.
2) أن أصل العبادة التذلل وهو التعلق المتصل ،والتعظيم الدائم والأعمال إنما هي مظاهر ذلك فليس الصواب أن ندور حول العمل وتعظيمه وننسى الأصل فتعظيم العمل لاحق لإظهار التذلل فكأننا نقرر أن القيام بهذه الأعمال كاف للقبول عند الله.

3) أن من أصول الشريعة قطع الإعجاب بالعمل،بل حتى الثقة بالنفس وهذا صاحب المناهي اللفظية ينقل تقرير الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ لما سئل عن قو ل من قال:تجب الثقة بالنفس أجاب:“لاتجب“ ولا تجوز الثقة بالنفس في الحديث ”ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين“
قال الشيخ ابن القاسم معلقا عليه : وجاء في حديث رواه أحمد ”وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة
وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك ”


ومثل هذه الجداول بعد تحصيلها وجمعها يخاف أن يكون
مدخل للإعجاب خصوصا من صغار السن ،وكما ذكرنا سابقا أن أصل العبادة التذلل، والإعجاب قاطع لتذلل ، كما أن فيه جانبا من تزكية النفس ، والله يقول ناهيا نهيا صريحا .
( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقـــــــــــــى) النجم 32

4) أن الأعمال القلبية من التوكل والرجاء والخوف
لا يمكن أن تندرج في جداول ولا أن تقيد بتقييدات، فيستقر الأمر أن انتشرت مثل هذه الجداول على تجاهل العبادات القلبية وعدم لفت النظر إليها .
5) إن شروط قبول العمل تغيب في مثل هذه الجداول :
أ ـ ربما يكون في بعضها تقيد أيام محدودة مثل تقيد العمرة والصدقة بيوم فينتفي شرط المتابعة
ب ـ أنه لا يمكن قياس الأعمال القلبية والإخلاص أحد شروط قبول العمل .

6) إن أكثر الجداول المنتشرة يغيب فيها أعمال مهمة ، أو وجوها شرعية للتعبد جاءت بها النصوص الصحيحة.
7) أن دعوى التشجيع ورفع الهمة يجب أن تكون منضبطة بالشريعة فلا يمكن أن ندعو إلى مندوب (رفع الهمة) فنقع في محذور (الابتداع) والهمة لاتُكمّل الإنسان إلا إذا كانت
مهدية بالعلم الشرعي يقول ابن القيمكمال الإنسان بهمة ترقّيه، وعلم يبصره ويهديه ).
8) أن هذه الأوراق اشتهرت عند أقوام لم يُعرفوا بمتابعتهم
للسنة مثل الصوفية وأمثالها .

9) إن مثل هذه الأوراق يُخاف أن تفضي في المستقبل إلى ما
يشبه صكوك الغفران فإن النصارى ما وصلوا لمسألة صكوك الغفران إلا ببدايات كهذه فهي كشوفات توضح الأعمال قياما وتركا ومن ثم يمكن الحكم عليها قبولا ورفضا.
10)على القاعدة الشرعية المقررة في قوله تعالى: [لا يكلف الله
نفسا إلا وسعها] يُخاف أن يعجز العبد أحيانا عن أعمال فيدخل
الفتور والإحباط على نفس العامل .