[يمامة الوادي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قد يتساءل البعض لماذا إبراهيم عليه السلام

استحق درجة خليل الرحمن؟؟

(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)

فلنتأمل معا هذه الآيات

قال الله تعالى(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)

روى ابن حاتم عن أبي امامة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية

قال: " أتدرون ماوفى؟"

قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: " وفى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار".

وعن سهل بن معاذ بن أنس عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:

" ألا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله الذي وفى؟

إنه كان يقول كلما أصبح وأمسى :

(فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)

حتى ختم الآية

(اخرجه ابن ابي حاتك وابن جرير)

أخواني وأخواتي في الله

ان هذه الآية فيها الكثير من العبر

لمن أراد ان يتعظ..

معنى كلمة( وفى):

بلغ جميع ما امر به

وقيل طاعة الله وأدى رسالته إلى خلقه

وفي آية أخرى قال الله تعالى:

(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

فقد قام عليه السلام بجميع الأوامر

وترك جميع النواهي

وبلغ الرسالة على التمام والكمال

فاستحق بهذا أن يكون للناس إماما يقتدي به

قال تعالى

(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)



فسبحان الله

من أجل الإخلاص لله

بإتباع أوامره واجتناب نواهيه

استحق خليل الله هذه المنزلة



فهنيأ له,,



بل هنيئا كذلك

للنحلة التى استجابت بإخلاص

لأوامر ربها ونواهيه

فكان لها ما كان من النفع والفائدة



فلنتأمل معا

(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ

ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ

فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)



الأوامر:

اتخذي- كلى- فاسلكي

الجزاء

العسل الذى فيه شفاء للناس بإذن الله



فسبحان الله



فأين نحن من الأوامر التي امرنا بها

ومن النواهي التي نهينا عنها؟؟!!



ألسنا نريد مثل هذه المنح

والكرمات

وهذه الدرجات؟



يقول ابن تيمية رحمه الله:



ان الكرامة لزوم الاستقامة

وان الله لم يكرم عبده بكرامة

أعظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه

وهو طاعته وطاعة رسوله



فمن جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم

" قل: آمنت بلله ثم استقم"



(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا

وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )



اخواني واخواتي في الله



لنكن أصحاب استقامة

لا طالبي كرامة

فالنفس متحركة

في طلب الكرامة

وربنا يطالبنا

بالاستقامة



فما آن لنا ان نستقيم؟؟!!



(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)



فهيا بنا نعمل ونكن أصحاب همم لا نرضى إلا بالقمم

ولنتبع اوامر ربنا ورسوله

ولنجتنب نواهيه

كي نفوز

وننال

سعادة الدارين

فتخيلوا

أخواني وأخواتي في الله

كل عمل خير نقوم به

ربنا يراه

وكذلك رسوله

والمؤمنون

فما أجمل هذا

النعمة

من رب العالمين

فهل من مشمر ومشمرة؟؟

ولنتذكر قول الله تعالى

(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى

وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى

ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى)



فهيا بنا ندخل في هذا المضمار

(فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)



اللهم اجعلنا قرة عين

لحبيبك ونبيك

محمد صلى الله عليه وسلم

واجعلنا فخرا للإسلام والمسلمين

وممن يسمعون الحق فيتبعون أحسنه

واجمعنا على منابر من نور

فما جمعنا

إلا

الحب فيك



فاحبكم في الله

,,(^_^),,

لكم مني جزيل الشكر والامتنان