[صانعة في الحياة]

الرحلة الأخيرة ..

في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات البعيدة إما راكباً السفن التي تعبر به عباب البحار العميقة والأمواج المتلاطمة , أو راكباً الطائرات بين السماء والأرض التي تقطع به القارات البعيدة , أو راكباً السيارات التي تسير به من بلدٍ إلى آخر ومن مدينةٍ إلى أخرى .والمسافر بعد ما ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وموطنه طالت المدة أو قصرت , فهذه حال الدنيا وحال المسافرين, أما رحلتناهذه فليست إلى أمريكا أو أوروبا أو أدغال أفريقيا,إنها رحلة تختلف ,لأن السفر فيها طويل , والزاد فيها قليل , والبحر فيها عميق فعلى ربان السفينة أن يحكمها ويقدر لهذا السفر قدره . إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية .....رحلة لا رجعة فيها لأنه آن للإنسان العودة إلى بلده الأصلي إلى بلد آباه آدم إلى أول مكان سكنه فهو بلده الأصلي الذي أكيد انه اشتاق إليه وبدأت الروح ترفرف لتستنشق هوائه وتتمتع بمناظره وتسكن قصوره وتشرب من أنهاره لا حرمنا الله وإياكم هذه النعم ولكن لابد أن يعمل لذلك فهل عملت إيه الإنسان لكي تعود إلى وطنك وأنت مستعد لهذه العودة ..؟؟ بل إن قبل العودة لابد أن تمر بمرحله هي التي ستحسم لك طريق العودة إلى بلادك الأصلي إلى جنتك جنت الخلد التي لن تسام فيها ولن تمل هي مرحلة القبر .. القبر .. القبر ..؟؟!!!

فهل تخيلت عندما توضع في قبرك لوحدك وترد لك الروح ويأتيك ملكان شديدا الانتهار ,فينتهرانك ,ويجلسانك فيقولان لك : من ربك ؟ ما دينك ؟ وما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ نسأل الله الثبات في ذلك الموقف العظيم ...فإذا كنت من أهل الخير ثبتك الله –سبحانه وتعالى – وفتح لك باباً إلى الجنة فيأتيك من روحها وطيبها , ويفسح لك في قبرك مد بصرك . وإذا كنت خلاف ذلك فُرش لك من النار وفتح لك باب إلى النار ,فيأتيك من حرها وسمومها , ويضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك ,ثم يُقيض لك أعمى ,أصم ,أبكم في يده مرزبة !لو ضرب بها جبل كان تراباً , فيضربك ضربة حتى تصير تراباً,ثم يُعيدك الله كما كنت ,فيضربك ضربة أخرى فتصيح صيحة يسمعها كل شيء الثقلين ] الجن والإنس [ , ثم يُفتح لك باب من النار , وتمهد من فرش النار , فتقول رب لا تُقم الساعة . فأعلنوا التوبة أخواني أعانوها الآن .. نعم الآن لان هناك بشارة من الله بأنه يقبل التوبة .. بشارة من رب العالمين لعبادة المخلصين ..

قال تعالى : ) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم . وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (

قال رسول الله r : "لله أشد فرحاً بتوبة عبده " وقالr : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "

وقال الرسول r : "إن الله U يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"

كتبنا الله وإياكم ممن تاب واخلص توبته لله وحدة وممن يفسح لهم في قبورهم وتنار لهم دروبهم ويسكنهم فسيح جناته ويمتعهم برضاه ومغفرته عليهم اللهم لا تحرمنا من رحمتك ونعيمك ورضاك وجنتك اللهم ارحم واغفر وتب عن كل من قرأ هذه الرسالة وجعله يخرج منها كيوم ولدته أمه وافتح له أبواب جنتك الثمانية من أي باب شاء يدخل برحمتك ومغفرتك واغسل ما في قلبه من سوء ويسر له توبة قبل الموت واجعل أخر كلامه من الدنيا شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله صلى الله علية وسلم ..

آمين ... آمين ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين



ولا تنسوني من خالص دعائكم جزاكم الله خيراً