[أمل حزين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الاحد الفائت حضرت اختى ذات ال13 ربيعا
بعد يوم دراسي طويل
نظرت الى بنظرات دهشه وقالت....ماتت بنت عندنا
هكذا قالتها بدون مقدمات ولا زخرفات
وهكذا هو الموت ياتى فجأه وعلى حين غره
الا اننىظننت في البدايه انه من حكايات ا لاطفال وحبهم للتهويل
فقالت وقد تلونت ملامحها بلون الدهشه وكانها تنقل خبر
عجز القلب عن تصديقه
فأخذت تعيد الخبر وتكرره
وكانها تريد ان تقتنع هي بذلك قبل ان تقنعنى!
لاحظت بعدها اختى تسارع لدار التحفيظ
تصلى كل صلاه في وقتها
تحاول المحافظه على حجابها
وكم من جهود جباره مبذلوه من قبل والدتى-حفظها الله- من اجل
ان تقضي اختى صلاتها قبل هذا الحدث!
والان هي تصرخ كملدوغه
في كل وقت هل أذن؟؟؟
ماهذه الانقلابه العجيبه!!
الموت هذه الفتاه التى اعلن اسمها في الاذاعه
من يوم الاحدبأنها غادرت هذه المحطه
لتتلقى بيتها الذى نسأل الله بأن يكون
جنه من جنات الخلد
أم لانها انتقلت لمحرله اخرى من عمرها!!
الا ان انكشف لى وجه الحق
حينماجلست اختى لتنثر بقية عقد القصه
لتنضمه في حياتها ليرسم نقطه تحول
لست اعلم افي حياتها ام حياتى
قالت ومخيلتها تزور عالم اخر تحاول استيعابه
تصدقين ماذا قالو في الاذاعه...؟!
قالو ان هذه الطالبه في يوم ا لسبت
كانت تحاول ان تعتذر من صديقتها
وتطلب منها العفو والسماح ولكن صديقتها لم تقبل
وطلبو من صديقتها بان تسامحها
لانها خلاص ماتت
يآآآآآه مأعمقها من كلمه رغم قصرها
موت
هذه الكلمه وهذا الموقف
أبى الا ان يجعل كل اعضائي
تقف بخشوع حيث أضاءت
رحله من التأملات
ياه سبحانك ربي
بين يوم وليله
وهكذا فجأه!
كان الانتقال الرهيب
والشاسع
من فسح الدنيا
لضيق اللحد
ومن مساحيق الحياه
الى بطن الدود
ومن حضن الوالدين
الى ضمة القبر التى تتداخل منها العضام
حتى تتكسر
ومن ضحكات الفرح الى منكر ونكير
ومن هزل
الى جد
ومن فرصه ...الى نتيجه نهائيه ليس بعدها اخذ ولا رد
رحماك ربي
اكانت هذه الصديقه تتوقع ولو لحظه بان صديقتها هذه والتى تجري خلفها لطلب السماح
غدا ستموت!!
غدا سيكون بينهم اللقاء مستحيل
ولا يوجد وسيله لتقبل الاعتذار او تبادل ابتسامةا لرضى بعد الغضب
ياترى كم في قلوبنا من غل على اناس قد نكون او يكونون غدا تحت ا لثرى
يأكلهم دود الأرض
كنت افكر واتساءل
هل سنبكي عليهم
هل سنتمنى ان يحيو مره اخرى لنقول لهم
نرجوكم سامحونا
والدنيا ماتسوى
يآآآه
وأواه من هذه الدنيا
عليها نتناحر ولها نتوق
ومن اجلها نتصاحب ونغضب
ولها نعمل ولها نسهر
تافهه ايتها الدنيا
تافهه...وتافهه تلك ا لنفوس التى تهيم بك
وتللك ا لعقول التى تشغلك
وتلك القلوب التى تسكنينها
وتلك الارواح التى تضم الثرى بدل الثريا
وترضى القعود مع القاعدين
وا....
وقبل ان ترحل مخيلتى لاراضي ان
جرت بها قدما فكري فلن تنزل اى دار ولن يقر لها قرارا
نظرت لى اختى وكانها تريد ان تخبرنى بشيئ
كانت وكأنها تنثر عجائب الزمان
في أرض قلبي
-تصدقين....
نعم حبيبتى ومالى لاأصدق!!!
-هذه البنت طلبت منهم معلمتهم كتابة موضوع حر في مادةا لتعبير
فكتبت هذه البنت موضوع عن الموت
وتتمنى ان تتوفى وربي راضي عنها
واحضرته يوم ا لسبت
بس يوم السبت
وماتت صباح الاحد
تصدقين!!!
هنا....قلت في نفسي
نعم أصدق
كيف لاولقد كان موضوعها أكثر المواضيع حريه في زمن الاستعباد!
وكانت عقل حكيم في جسد طفله!
أحبت لقاء الله فأحب الله لقاءها
افنعجب منها ولا نصدق ماحصل
أم من انفسنا التى لاتزال تنغمس في هذه الاوحال يوم بعد يوم
رغم علمنا الاكيد بأننا يوم ما راحلين
ثم ندعى حب الله!!
عجبا لنا نحن
وهذا الذى لاأصدقه