[يمامة الوادي]

كلنا في الهمِّ شرق





إخواني وأخواتي الشباب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

مهما اختلفت الألوان والأجناس والأعراق والبلدان، يبقى الناس هم الناس!

ابحثوا عن عوامل مشتركة في حياة الناس وستجدونها بسهولة دون كبير عناء.

ابحثوا عن لغة الحب ستجدونها في الصدارة، ابحثوا عن المشاركة في الأزمة النفسية،
ابحثوا عن التقدير، ستجدون كل هذا وغيره من المشترك الإنساني.

ولذا فإن ثمَّة وعاظ استطاعوا أن يصلوا بفضل الله للآلاف من الناس،
لأنهم استطاعوا الولوج من هذا الباب.

وإننا لنعجب إخواني وأخواتي أن لا نجد بعض العوامل المشتركة بين بعض الجمعيات الخيرية
أو المنتديات الطلابية أو المواقع الإلكترونية، وكأن القواسم الإنسانية، والأهداف الكلية مختلفة!!

إن أيام الحياة علمتني أن النجاح في الدعوة وكسب الناس هو في هذا السر العظيم
الذي جاء به الإسلام ودعا إليه.

وهذا النداء ليس مجرد إدعاء بل يجب أن يتحقق فعلياً.

لابد أن نحول ممارساتنا التي ندَّعي فيها الحب للآخرين كما نحب لأنفسنا لواقع ملموس.

يجب أن ندرِّب أنفسنا على النفع العام، والمشاركة التي يقتضيها الحال والزمان لكل إنسان.

أظنُّ أن خدمة طلاب العلم والفقراء واليتامى والمستضعفين في فلسطين وفي غيرها،
كلها قضايا توجب التذلل لأصحابها، لا الرهان على مسمى القائمين على خدمتهم بشكل خاص!

كما أظن أن تعليم فنون الإلقاء، والتقديم الإعلامي، وأساليب التجارة،
وأمثالها أمور يحتاجها الجميع للتطور في حياتهم.

ما أجمل أن ينشئ الإنسان علاقات مفتوحة منضبطة، وأن يعيش بحياة متفتحة متفائلة،
وأن يغنم المشترك الإنساني للبر والفضيلة والنجاح.

وما أجمل أن يجعل فكره وخبرته وقفاً للناس!

نعم قد نختلف في الأفكار والأطروحات، بل وحتى في بعض القناعات،
لكن الهم العام لا يختلف عليه راغب في الخير!

نصحتُ ونحن مختلفون داراً *** ولكنْ كُلنا في الهمِّ شَرقُ

ويجمعنا إذا اختلفت بلادٌ *** بيانٌ غيرُ مُختلفٍ ونُطْقُ

على العمري