[يمامة الوادي]

Mp3










إخواني وأخواتي الشباب...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:


هناك موضة كثيراً ما نشاهدها في البرامج الغربية، وهي وضع سماعة الأذن داخل الأذن،
و(تدلدل) الأسلاك منها، حتى في قاعات الدرس أحياناً!

والمهم هنا هو ما دلالة هذه الموضة، وهل هي موضة حقاً؟

والجواب باختصار: أن الإنسان يمكن أن يجعلها موضة، ويمكن أن يجعلها غير ذلك!،
فالموضة إن كانت مفيدة فهذا ما يأمله العاقل، وإن كانت للاستهلاك والتباهي وضياع الوقت
فهذا ما لا يقره العاقل.

جهاز الـ (Mp3) هو في الحقيقة نعمة كبيرة من الله، يستطيع الإنسان من خلاله أن
يضم آلاف الملفات الصوتية في كافة الشؤون والفنون!

والـ (Mp3) يمكن أن يوضع في جهاز الكمبيوتر فيخرج الصوت بطريقة صحيحة،
ويمكن أن يسمع ما فيه عبر سماعة الأذن، وهذا محور الكلام.

لقد ثبت في أكثر من مركز علمي لدى الخبراء أن الاستماع المتواصل عبر سماعة الأذن
وخاصة للمواد الصوتية الفنية له أثره السلبي لا على الأذن فحسب بل حتى على الدماغ،
ولكن السماع المعقول والذي يميل إلى القلة لا بأس به.

والبعض من الشباب يضع في جهاز الـ (Mp3) كل شيء من المسموع، وأنا أرى أن هذه
الطريقة غير مفيدة وليست محققة للغاية المطلوبة عند الشاب الواعي الحصيف.

نعم يمكن في البداية تسجيل كل شيء ثم نقله لجهاز الكمبيوتر في ملفات حسب
مواد التجميع، ولكن بعد ذلك لا يبق في الـ (Mp3) إلا المهم والمفيد.

لأن بعض الشباب والبنات يضيعون أوقاتهم في البحث عما يريدون، ويطيلون التنقل بين
المواد الصوتية، وهذا ما لا ينبغي على من يحترم وقته.

كما أن البعض لا يحلو له في ليله ونهاره إلا الاستماع عبر الـ (Mp3)،
وهذا له مردود سيء على ثقافة الإنسان ووعيه.

أنا أميل إلى أن يضم الـ (Mp3) مواد صوتية فنية، كالأناشيد المنوعة، ولكني كذلك أرى
أن يضع فيه كذلك بعض السور القرآنية، والمحاضرات التربوية، حتى يعيش الإنسان لحظات التذكر.

ومع هذا كله فينبغي أن يكون السماع جزءاً من المتعة والفائدة لا أن يكون هو الأصل.

وبعض الشباب والبنات صار لديهم الـ (Mp3) المأوى في فترات الحزن والضيق والطفش،
ولكن الفزع إلى القراءة الجادة والمتنوعة تجلب مقادير من السعادة والتفاؤل والمتعة والمرح.

وباختصار: الأمر نسبي، فلا مانع من السماع للـ (Mp3)، والأناشيد والملفات الممتعة والمسلية،
ولكن مع الانتقاء، وتقدير السماع ضمن حدود. والتوازن خير.


على العمري