[patriot]

بسم الله الرحمن الرحيم




يــقول جرير :

بان الخليط ولو طوِّعت مابانا وقطعـوا من حبال الوصل ألـوانا

إن العيون التي في طرفها حور قـتـلـنـنا ثــم لــمْ يحـيـين قـتـــلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خــلق الله إنسـانا



قال ابن قتيبة في كتابه "طبقات الشعراء" :

كــــثــيِّــر عـــزَّة

"كان كثـيِّـرأحد عشاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته عَـزَّة وإليها ينسب وهي من ضـمْـرة .

ولقيته إمرأة في بعض الطريق فقالت له: أأنت كثير ؟ قال : نعم ، قالت : والله لقد

رأيتك فما أخَـذتك عيني. قال : وأنا والله رأيتك فأقـْــذيت عيني.

قالت : والله لقد سفـَّـل الله لك إذ جعلك لا تعرف إلا بإمرأة.

قال : والله ما ســفـَّـل الله بي ولكن رفع بها ذِكري وأستـنار بها أمري وأستحكم بها

شعري وهي كما قلت :

وإني لأسمو بالوصال إلى التي يكون شـــفاء ذكــرها وأزديارها

إذا أخفيت كانت لعينك قــــرة وإن بحت يوما لم يَـعـمَّـك عارها

فقالت : مــرّ في قصيدتك ، فــمــرّ فيها فلما بلغ :

وما روضة ٌ بالحزن طيبة الثرى يمجُّ الـنـَّـدى جثجاثـها وعـَــرارها

بأطيب من أرْدان عزة مـــوهنا إذا أوقدت بالمجمر اللدن نارهــــا

قالت : كان امرؤ القيس أحسن نعتا ً لصاحبته حيث يقول :

ألـم تَـرياني كلــما جئت طارقــا وجدت بها طيبا وإن لم تـطــيب


عــمـــر بن أبي ربيعة

والتقى عمر بن أبي ربيعه وجميل بثينة فتناشدا ، فأنشده عمر :

ولما توافينا عــلـــمت الذي بها كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل

فقالت وأرخت جانب السترإنما معي ، فتـكلـم غير ذي رقبة، أهلي

فقلت لها : ما بي لهم من ترقـُّب ولــكــنَّ ســرِّي لا يحمله غــيــــري

يقول : لا يصلح الا أن يحمله أنا، ولا يصلح أن يحمله غيري، ومثله في الكلام :

هذا الأمر لا يحمله حامل يحمله مثلي، فأستحذى جميل وصاح : هذا ما أرادته الشعراء فأخطأته وتعللت بوصف الديار.

وكان عمر بن أبي ربيعه يحب الثريا، وقد تزوجت الثريا سهيل بن عبدالرحمن :

فقال عمر :

أيها الـمُــنـكحُ الثريا سهــيـــلا لــعــمـرك الله كــيف يـلـتــقـيـان ِ

هي شامــيـّــة اذا ما أستـقـلـت وسـهـيـلٌ إذا ما أسـتــقـلَّ يــمـان ِ



قـيــس بن الملوح "المجنون"

كان المجنون وليلى صاحبته يرعيان الـبُـهْـم وهما صبيان، فعلِـقها علاقة الصبا

وفي ذلك يقول :

تعلقت ليلى وهي غِـــرٌّ صـغـيرة ولم يبدُ للأتراب من ثــديــها حـجــمُ

صبيان نرعى الــبــهم ياليت أننا إلى اليوم لم نــكبر ولم يكبر البـهــمُ

وكان أبو المجنون وقومه أتوا أبا ليلى وأهلها وسألوهم بالرحم وأخبروهم بما أبتلي

به المجنون ، فأبى أبو ليلى وحلف ألا يزوجها أياه أبدا ً ، فقال الناس لأبي المجنون

لو خرجت به الى مكة فعاذ بالبيت ودعا الله رجونا أن ينساها أو يعافيه الله مما أبتلي

به، فحج فبينما هو يمشي بمنى وأبوه معه قد أخذ بيده يريد الجمار نادى منادٍ من تلك

الخيام ياليلى فـخـرَّ مغشيا ً عليه ، واجتمع عليه الناس وضـجّـوا ونضحوا عليه مـن

الماء وأبوه يبكي عند رأسه ، ثم أفاق وهو مصفر ٌ لونه متغيرٌ حاله فأنشأ يقول :

وداع دعا إذ نحن بالخيف من مِـنـى فــهـيَّــج أحزان الـفـؤاد وما يدري

دعا بإسم ليلى غــيــرها فكــأنــمـــا أطارَ بليلى طائرا ً كان في صدري