[أ.عادل]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياءوالمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.................

أرحببكم، وبمن ينضم لنا في هذه التمارين، من المشتركين الجدد، ويسرني أن أطرح عليكمالسؤالين التاليين:

س/ 1هل تعبيرالرؤيا وراثي؟ فضلا أجيبوا بالتفصيل.

س/ 2لو ُقّدر أن سائلا قال لك السؤال التالي:

من رأى في الرؤياأنه يربط عقدة من الحبال......................................فما تعبيره،؟ وماأنتم قائلين له؟ أرجو الجواب مدعما بالدليل _

إن وجد _ والتعليل........................ وشكرا لكم .

إجابة السؤال الأول:
تعبير الرؤى والأحلام علم كسائر العلوم الشريفة يرزق الله به من يشاء من عباده, فقد يؤخذ هذا العلم تعليماً وتعلماً (فطنة وذكاء), وقد يؤخذ وراثة(مكتسباً) مع عدم القطع بأنه لا يقتضي أن يكون فقط وراثة, فهو كسائر العلوم الأخرى يمكن تعلمه وتعليمه, ولشرف هذا العلم وفضله فقد اختص الله –عزوجل- به أنبياءه وأولياءه الصالحين وعباده المحسنين. قال تعالى " نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ". وقال تعالى : "وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ". وأعبر الناس الأنبياء ثم الصادقون من أتباعهم. اشتهر كثير من الناس في علم تفسير الأحلام ، فمن الأنبياء : النبي إبراهيم عليه السلام ، والنبي يعقوب عليه السلام،النبييوسف عليه السلام ، والنبي دانيال عليه السلام، والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الصحابة : أبي بكر الصديق ، و الفاروق عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ،وعبد الله بن العباس،وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وحذيفة بت اليمان ، ومن الصحابيات عائشة وأسماء ،و من التابعين : محمد ابن سيرين وينسب له أكثرمن كتاب في تفسير الأحلام ،وسعيد بن المسيب ،وسعيد بن جبير ، والحسن البصري ،والزهري ،وعمر بن عبد العزيز ، وقتادة ، ومجاهد ،ومن أهل البيت النبوي : الإمام علي بن أبي طالب،والإمام جعفر بن محمد الصادق وينسب لهكتاب ( التقسيم ) ، ومن الفقهاء : سفيان الثوري ،وابن حنبل ،وعبد الله بن المبارك ، ومن أصحاب التأليفات : محمد بن حماد الرازي الخباز ،الدينوري وله كتاب (القادري)، وابن الدقاق وله كتاب (الحكم والغايات في تعبير المنامات ) ،والخليلي وله كتاب (المنتحب ) ، والسالمي وله كتاب ( الإشارة في علم العبارة)،وشهاب الدين المقدسي الحنبلي وله كتاب ( البدر المنير في علم التعبير )،وبرهان المقدسي وله كتاب ( العلم على حروف المعجم )، أبو سعيد الواعظ وله كتاب ( التعبير ) ، وعبد الغني النابلسي وله كتاب (تعطيرالأنام في تعبير المنام ) ومما يدل على أنه علم يؤخذ بالتعلم, تعليم الرسول لصحابته, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أشكلت الرؤيا: فخذوا بالأسماء), كما أن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من صحابته تعبير الرؤى كطلبه من أبي بكر الصديق تعبير ما يراه أحياناً وقد يقوم تعبيره كقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر عندما فسر رؤيا: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً). ومما يدل أنه يؤخذ وراثة قصة يوسف وأبوه يعقوب عليهما السلام عندما قال رؤيته لأبيه فقال له لا تقصص رؤياك على إخوتك, وكذلك رؤيا إبراهيم بابنه إسماعيل عليهما السلام وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بتعبير الرؤى وهو من نسلهم عليهم الصلاة والسلام.
فهو كسائر العلوم الشريفة..........وللعلماء في تأثير الوراثة والبيئة ثلاثة أقوال هي:
1-الذكاء يعود إلى تأثير العوامل الوراثية ( الذكاء فطري ) :
يذهب بعض العلماء وخاصة علماء الوراثة إلى أن الصفات الوراثية هي التي تحدد مصير الإنسان من الناحية العقلية والجسمية فالوراثة هي التي تشكل الهيكل النفسي من غرائز وميول وطباع فيكون هذا عاطفي وذاك غضبي , كما تشكل الهيكل الذهني وسائر القدرات العقلية فيكون هذا ذكي و ذاك غبي , كما تشمل القدرات الجسمية أيضا فتحدد القوي والضعيف . وهذا ما أكد عليه علماء الوراثة أمثال " مندل و مورغان " وبعض علماء النفس أمثال ريبو , حيث أثبتوا توارث صفات ومميزات وقوى تحدد القدرات العقلية والجسمية.
حقيقة الذكاء يستند إلى الوراثة , ولكن لا يمكن إقامة الدليل العلمي على دور الوراثة وحدها وإلا كيف نفسر وجود أطفال يمتنعون بذكاء عال مع أنهم أبناء أسر متواضعة , أو اختلاف ذكاء التوائم .
2-الذكاء يعود إلى تأثير العوامل البيئية ( الذكاء مكتسب ) :
يذهب بعض العلماء وخاصة علماء الاجتماع إلى أن الإنسان مدين لبيئته ( الطبيعة والاجتماعية ) بجميع مقوماته العقلية والجسمية , فالبيئة تتميز بالتنوع والتغير وهي بخصائصها تحدد طبيعة الذكاء .
حيث يؤكد علماء الاجتماع على أن الفرد هو انعكاس لمجتمعه , وتجاربهم تثبت أن الذكاء يختلف باختلاف الأوضاع الاجتماعية والثقافية و الاقتصادية كما يرى علماء التربية أن الطفل يولد عجينة ونحن نشكله كما نشاء واستنتجوا أن تفاوت المستوى الثقافي بين الأسر هو الذي يحدد نسبة الذكاء . حيث أكد جيمس فريزر على دور الأسرة من حيث مستواها الاقتصادي والثقافي , ومن حيث عدد أفرادها في تشكيل ذكاء الأبناء .
لا شك في أن للبيئة الطبيعية والاجتماعية دور في تحديد الذكاء و لكن هل بمقدور البيئة أن تصنع من الأغبياء رجالا أذكياء أو العكس فالبيئة الواحدة والأسرة الواحدة تنتج تفاوتا في الذكاء .
3-الذكاء يعود إلى تأثير العوامل الوراثية والبيئة معا :
أن الذكاء الذي يوجد مع الفرد بالولادة هو مجرد استعداد فطري يحتاج إلى الرعاية والاهتمام لينتقل من حالة الوجود بالقوة إلى حالة الوجود بالفعل كما أن الذكاء الذي تنتجه البيئة ليس خلقا من العدم و إنما هو قائم على تاريخ سابق وما دور المجتمع إلا توفير الشروط التي تضمن له النمو السليم . وهذا ما يقول به " سبيرمن " أو ما يعرف بنظرية العاملين فالذكاء يكون بالقدرة العامة أي الاستعدادات الفطرية , وبالقدرة الخاصة أي جملة التقنيات والوسائل المكتسبة لابتكار الحلول .
لا يمكن رد الذكاء إلى العوامل الوراثية وحدها ولا إلى العوامل البيئية وحدها بل الذكاء قدرة كامنة في الفرد , والمجتمع بخصائصه و أساليبه المتنوعة يعمل على تنميتها وتطويرها بوسائله التعليمية وغيرها . وعليه فالذكاء هو نتاج التفاعل الحاصل بين الفطرة والاكتساب . فكلما كان الانسجام بين الوراثة والبيئة أكمل , كلما كان الذكاء أعلى وأرقى .
ومجيب السؤال من مؤيدين الفكرة القائلة :" أن 10 % من الذكاء هو وراثة و الباقي مكتسب"
يقول الدكتور يوسف الحارثي: "هناك شيء مكتسب في هذا العلم وهناك شيء من الفطنة والذكاءلا يقتضي أن هذا العلمتأخذه وراثة".
إجابة السؤال الثاني:
لا بد للمعبر أن يعرف حال الرائي (ذكر- أو أنثى), (مريض أم شاب أم كبير أم صاحب تجارة أم صاحب سفر..... وغيرها ).
ويدل السؤال على أن الرائي رجل........ ولذلك فتسيرها كالآتي:

خيراً رأيت وشراً كفيت
إن صدقت رؤياه والله أعلم فربما تدل على العهود والمواثيق والنذر والأمانة, وإن كان شاباً وقادراً على الزواج فربما تدل على زواجه, وإن كان مريضاً أو به أذى فقد تدل على السحر أو العين فليحذر وإن كان صاحب تجارة فقد تدل على الشراكة وتيسير الأمور, أو على المكر والخديعة فليحذر, وقد تدل على الدين والصلاح والإصلاح بين المتخاصمين والأزواج وصلة الأرحام قال تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".

والله أعلم بالحق والصواب..............