[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

يوجد الكثير من الأمثال التي ترتكز على منطلقات ثقافية متنوعة، والمشاهد أن هذه المنطلقات مرتكزة على بعض معاني الأحلام، أو تكون قد استعملت كلمة الأحلام في هذه الأمثال مدار حديثنا في هذه المقالة.

و سواء كانت الأحلام بمفهومها الصحيح، المنطلق من وجهات نظر شرعية ونفسية صحيحة، أو كانت الأحلام من منطلقات أخرى مختلفة، وهي التي تدل على أمر آخر مختلف، وهذه المعاني ترد بمعنى الخرافة أحيانا، وبمعنى العقل أحيان أخرى، فإني أحب أن أسلط الضوء قليلا على بعض هذه الأمثال اليوم.

* من هذه الأمثال قولهم في الأمر الذي لا يصدق وبعيد جدا، حتى لو أكده الكثيرون: حلم ضبعة، وقصة هذا المثل هي :
أنهم رأوا الضبعة يقلبها السيل مرة، يطلع رأسها ومرة يختفي....... وهكذا دواليك وفي مرةٍ من المرات
نادوها وقالوا يالضبعة وشلون السيل؟
قالت : ديمة ما تعرف توصف السيل .
ثم يختفي رأسها مرةٍ ثانية، ثم يطلع قالوا يالضبعة وش تتوقعين بكرة ؟
قالت : إما صحو .............. وإلا غيم .
طبعا ليس هناك خيار ثالث، وهذا مربط الفرس، فالمثل يدل على من يهرف بغير ما يعرف.
* وهناك مثل آخر: حلم إبليس بالجنة: ويضرب هذا المثل تيئيسا للشيء، لمن طلبه، فيقال له حلمك فيه حلم إبليس بالجنة.
* وهناك مثل آخر: حلوم أهل نجد حديث قلوبها : ويضرب ويقصد به أنه لا صدق يوجد في أحلامهم، بل هي مجرد حديث نفس فحسب.
* وهناك مثل آخر: ما صدق علمك يصدق حلمك: ويضرب لمن يكذب ويتحرى الكذب دوما، أو لمن يخبر بأمر من الأمور ولم يجد تصديقا.
هذه الأمثال امتنوعة قد تحمل وراءها ملمح عدم التصديق بالأحلام، ويستشف منها أيضا التقليل من شأوها، وهي ثقافة سادت على البعض اليوم، ولعلهم ينطلقون من نفس المنطلقات لأولئك.

يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..