[عطاء بن يسار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[fot1]اللهم بلغنا رمضان واجعل إعمالنا كلها صالحه ولك خالصة[/fot1]
شهر الله المعظم شهر رمضان له وقع خاص في النفس فنحن نعيش على منهاج واحد طوال السنة... فعند ما يأتي شهر رمضان وما بعده من مواسم الاعياد والحج. تتغير معيشتنا وطريقة حياتنا تختلف كل الاختلاف عن ماسبق
والحديث عن ذكريات رمضان وكيفية استقبال رمضان ومشاهدتي فيه (حديث طويل و ذو شجون) سوف اقسم ذكرياتي في رمضان ان شاء الله الى ثلاثة اجزاء
الجزاء الاول:مشاهدي الطفوليه وذكريات استقبال رمضان
الجزاء الثاني: الاماكن التي عشت فيهارمضان وصلاة التروايح والقيام
الجزاء الثالث:وهو الجزاء الخاص بالنساء والاكلات التي تقدم في طفولتي في رمضان
الجزاء الاول
الاحتفال باستقبال شهر رمضان في المملكه العربيه السعوديه يختلف تماما عن باقي الدول العربيه والاسلاميه فهو مثلا: في مصر والمملكه المغربية احتفال قوي ومبهج ومهرجان للتراث تقريبا --بينما هو بسيط جد في السعودية ودائما ترتبط أول ليلة يعلن فيه دخول الشهر في ذهني بالأطفال وهم ينادون على أئمة المساجد (أحيانا يعلن دخول الشهر وهم يصلون العشاء) (يا مطوع صلى التراويح بكره رمضان) هذا إذا كان شهر شعبان (هافي) أي ناقص كما كانت أمهاتي يقولون إما إذا كان شهر شعبان (وافي )فلا حاجه لذالك وأيضا أتذكر مشاهد البكاء من أمهاتي وهذ البكاء يستمر تقريبا طوال ليالي شهر رمضان المبارك ويبلغ ذروته
في العشر الأخير وفي ليلة العيد التي تعتبر ليلة بكاء وتوسل إلى الله وآذ كن في المسجد في صلاة التراويح ليلة الثلاثين وأعلن دخول العيد انقلب المسجد إلى دار عزاء ونحيب رحمة الله عليهم احدهن كانت تبقى طوال الليل تبكي عندما تسمع هذي الآية(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )وفي أول ليله من رمضان يدعون بهذا الدعاء
(الله يجعله داخل علينا بالمغفره والعفو والعتق من النار)
وفي العشر الأخير وليلة العيد(الله يخلفه علينا باالمغفره والعتق من النار)
--مشاهدتي
والدتي عليها رحمة الله لها أمهات ومربيات رحمة الله عليهم جميعا الذين هم بدورهم قاموا بتربيتي وكنت فتاة وحيده بين ولدين ولمدة عشر سنوات حتى آتين شقيقاتي حفظهم الله
المشهد الأول في حياتي وأتذكره عن رمضان في طفولتي هو قدر المهلبية وكنت تقريبا في السادسة أو السابعة من عمري وأصوم فقط حتى منتصف النهار وبعد كذا كانت والدتي عليها رحمة الله تقوم بعمل المهلبية الصفراء (الكاسترد وكانت هذي المهلبية تعمل في رمضان فقط ويوميا إما بيضاء اوصفراء) وعندما تفرغ من وضعها في الأوعية الصغيرة(الزبديات) المخصصة لها تبقي قليل من المهلبية في القدر وتعطيني أكل ما تبقى في القدر ولا أنسى هذا المشهد وانأ جالسه الحس بواقي المهلبية وأمهاتي الكبار عليهم رحمة الله يضحكن ويقولن (هذا صوم الديك والدجاجة خلاص أفطرتي) ) والى ألان إنا وأخواتي كلما نعمل مهلبيه أو عصيدة أو أي حلوى تحتاج قدر على النار نقول(ها من يلحس باقي القدر اليوم).....لكن الأطفال ألان تغيروا كثير والله المستعان

المشهد الثاني هو إحدى أمهاتي عليها رحمة الله وانأ جالسه بين يديها واتلي عليها القران وكنت في سن السادسة حيت أني أحفظ جزاء عم من البيت وقبل دخولي المدرسة وكنت اقرأ عليها سورة البلد وهي تضحك رحمة الله عليها حيث كنت أتلعثم عند نطق بعض الآيات الصعبة وتنادي أمي رحمة الله عليها وهي في المطبخ (تعالي شوفي بنتك وش تقول)
أمي حليمة هذي عليها رحمة الله كانت عالمة فقيهة في الدين وكريمة النفس دائما تهدي إلي قطع من الذهب والتحف النادرة الجميلة وهي ليس لها ذريه ابد هي و ثلاث أمهات أخريات عليهم رحمة الله جميعا
وإنا ألان وشقيقاتي بناتهم وعقبهم في الدنيا (نسأل الله إن يتكفل بنا وبهم تحت الأرض ويوم العرض) ودائما أحث نفسي وشقيقاتي إذا ذهبنا إلى مكة المكرمة إن نقوم بالطواف عن أمهاتنا إن لم نستطع العمره عنهم إما الصدقة والأضاحي فجميع أمهاتي والحمد الله تركن أوقاف تخصهم ونظار الوقف يقومون بما يلزم إن شاء الله (إحدى أمهاتي توفيت وإنا صغيره منذ ما يقارب 35سنه تقريبا ولازال الى الان ناظر بيت الوقف الخاص بها يخرج الصدقات عنها في رمضان والاضحيه في العيد الأضحى عليها رحمة الله وكانت توفيت وهي ساجدة تصلي صلاة العشاء وكنت جالسه بالقرب منها وهي عانت من إمراض مزمنة أصيبت في شبابها بالسل ثم بمرض خطير في القلب وكان الطبيب دائما يردد(هذي الأنسانه ميتة غير إنها تتحرك بمشية الله لاتستغربو ممكن تموت في أي لحظه )فالحمد الله الذي أحسن خاتمتها وهي أول واحد منهم تنتقل إلى رحمة الله
المشهد الثالث مشهد ازدحام الأسواق والمحلات التجارية وحتى الشوارع بالناس ليلا و إذا أعلن دخول الشهر انقلب الليل نهار وهذا الوضع نعيشه كل سنه منذ وعت عيني إلى اليوم ثم فهمت من احد الأشخاص أن هذا الوضع طبيعي حيث يقول(نعنى بسهر ليالي رمضان، وإحيائها بالذكر والتلاوة والصلاة، ويعوض النوم فيها بـ (نوم القيلولة) قبل الظهر، حيث علم أنَّ جو الأسحار وهدوئها الملهم، يبعث على صفاء الأفكار) طبعا هذا نوم القيلوله خاص بالرجال اما النساء فلا يعرفنا النوم في رمضان قديما يعني جيل الامهات الان الله المستعان
المشهد الرابع الجو الاجتماعي والعائلي الحميم والسهرات الجميلة بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور والاجتماع على وجبه ثالثه يسميها اهلنا في الكويت( غبقه) (والغبوق أكل الليل كما ورد في الحديث الشريف حديث الصخرة التي انحدرت على الثلاثه الذين في الغار) وهو المفروض يعني !!!ان يكون بواقي الفطور (من لقيمات وسنبوسه وغيره )يؤكل في هذي الفترة مع المهلبية أو الجلي او (كريمة رضا الوالدين) ألان أصبحت هذي الغبقه احتفال له مراسيم واكلات خاصة فسبحان من له الدوام واتذكر دائما أخواني يذهبون بعد صلاة التروايح إذا كن في مكة المكرمه وشراء ما لذا وطاب من سوق الليل والمدعى (حلوى المشبك المقليه والمكسرات والحلويات من محلات النقليه وشراء مشروب يدعى السوبيا لازم كل ليله يشربونه
المشهد الخامس الذي لن أنساه وان لم افهمه معناه ألا بعد أن كبرت حينما كنت في السابعة من عمري وقعت حرب العبور في العاشر من رمضان وكانت أحدى خالتي تعشق القومية العربية ومصر بالذات ومن شدة حبها للرئيس جمال عبد الناصر سمت حفيدها ابن ابنته جمال وكان خبر الحرب له وقع الصاعقة علينا بالمنزل وتحول التلفزيون إلى نشرات أخبار والراديو إلى أذعه (صوت العرب وهنا القاهرة) ولم نعد نسمع سوى أخبار الحرب وبكاء خالتي وصوت أخي الذي يكبرني ب
4 سنوات وهو ينشد بصوت عالي ويقلد حركات الجنود
والله زمان ياسلاحي اشتقت لك في كفاحي
والله زمان على الجنود سايره بترعد رعود
حالف تروح لن تعود الا بنصر الزمان

فالحمد الذي نصر جند الاسلام واعاد الى بلاد المسلمين امنهم واستقراهم ورحم الله الشهداء
المشهد السادس (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب)
والمشاهد بحمد الله إن الناس في هذا الشهر تصبح أكثر روحانيه وخشوع وتسامح تحب
فعل الخير والصدقات ودائما كن أذا غضبنا ونحن صغار أو تشاجرنا مع بعض نقول اللهم إني صائم فيذهب عنا الغضب ونتسامح وعموما كانت النفوس صافيه
يتبع في الجزاء الثاني
نسأل الله إن يوفقنا إلى جعل رمضان موسما للطاعة والعبادة والسعادة ونحن جميع في أفضل حال، وان يتقبل منا ومن المسلمين جميعا صالح الأعمال ويرزقنا فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يرحم موتنا وموتى المسلمين أجمعين
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده