[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

في رفقة معالي الشيخ سليمان الفالح حفظه الله ورعاه لمدينة القصيم
بمعية معالي الشيخ الوالد سليمان الفالح مستشار صاحب السمو الملكي الأمير/ الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حفظه الله .
هذا الإنسان الأديب الريب العالم، ماذا أقول عنه؟
مهما كتبت في هذا الإنسان فلن أوفيه حقه، فهو مدرسة متكاملة من العلم بالشريعة واللغة والأدب، والسماحة والحيوية وحب الخير، ومدرسة أخرى في الانقتاح على الآخر، والرغبة في التواصل مع الأصدقاء، ومدرسة في صلة الرحم القريبة والبعيدة.
لقد اكتشفت برحلتي هذه وبمعية معاليه، وطيلة ركوبي معه بالسيارة، جنبا إلى جنب ويدا بيد، كم نحن محظوظون بوجود مثل هذه المدارس والنماذج المشرفة بيننا، وكم أنا محظوظ بقربي منه وبوجودي معه.
لقد سمعت من معاليه من التوجيه ومن النصح ومن الحبوعبارات الثناء، ما لم أسمع مثله في حياتي أبدا، عدا ما سمعته عن والدي رحمه الله، فعلمت وقتها بسر العلاقة الحميمة بين والدي وبين معاليه، فهما صديقان وأخوان، وعلمت بأن هذا الحب الكبير من معاليه ، نابع من أبوة حانية.

لقد حصل بيني ومعاليه موقف أبكاني، وذلك أنه أراد أن يتوضا للصلاة، وهم بأن يلبس حذاءه، وكأني فهمت أنه صعب عليه الانحناء للحذاء، وكنا في مكان مزحوم بالناس، في مسجد الشيخ العلامة محمد بن عثيمين يرحمه الله، فجلست من خلفه وأدخلت أصبعي بين الحذاء وبين قدمه ليسهل عليه اللبس، وكنت سعيدا أن حصلت لي مثل هذه الفرصة، في غياب مرافقه الخاص وسائقه.

وتكرر الموقف بنفس اليوم في موضع آخر، فانحنيت هذه المرة من أمامه لأسهل عليه لبس الحذاء، فأبى وأقسم أن يخلعه مرة أخرى لو أصريت على صنيعي هذا.....فقلت له بكل حب ورغبة بخدمته، لقد عملت هذا بورك لك وبرفقتك ظهرا ولم تعترض، فقال يا دكتور والله لو علمت أنه أنت لما وافقت، فقلت له، والله يا معالي الشيخ بأني أتعبد لله بخدمتك، فقد كنت ودا وخليلا ورفيقا لأبي، بل ولجدي قبل أبي وحبست دموعي بمعيته، وأنا أتذكر لحظتها وصايا والدي لي ولجميع إخوتي، بالصلة والتواصل مع هذا الشهم الكريم الندي المفضال، بورك له بعمره وعمله وذريته وصحته.

لقد مررنا برحلتنا هذه في البداية بمدينة الزلفي الحبيبة موطن الآباء والأجداد واسترحنا قليلا في مزرعة سعادة الأستاذ عبدالله بن داود الفايز وكيل أمارة منطقة مكة المكرمة، وبحفاوة كبيرة غير مستغربة منه، وبرفقة أخيه مدير المعهد العلمي بمحافظة الزلفي سعادة الأستاذ سليمان بن داود الفايز حفظه الله ورعاه.

وعن الرحلة الجميلة هذه، فقد كنت برفقة معاليه في زيارة لمدينة القصيم تلبية لدعوة كريمة من بعض المحبين وأعيان الأسر الكريمة، ومن أبرزهم صاحب السعادة الشيخ فهد بن عبدالعزيز الفهد السعيد حفظه الله ورعاه، الذي أخجلني بتواصله الهاتفي وتأكيده للدعوة الأسبوع الماضي، وكم أخجلني اهتمامه رغم مشاغله المتعددة، وقد تناولنا عنده طعام العشاء في مدينة عنيزة الجميلة في مساء يوم الخميس الموافق 12/5/1430هـ، وبحضور نخبة من أعيان مدينة عنيزة ورجالاتها.
وأشكر بالمناسبة أسرة الفهد السعيد فردا فردا، وأخص بالذكر سعادة الأستاذ يوسف ابن فهد الفهد السعيد وإخوانه حفظهم الله تعالى.
التقينا كذلك بمحافظ عنيزة المهندس مساعد بن يحيى السليم حفظه الله، وكم أثلج صدورنا ما سمعناه من سعادته من الترحيب والحفاوة، وما سمعناه أيضا ولمسناه من مشاريع كبرى ومرافق ازدانت بها المحافظة في هذا العهد الميمون.
والتقينا بنائب رئيس لجنة أهالي عنيزة الأستاذ مساعد العبدالله السناني حفظه الله واستمعنا منه لشرح وافٍ عن جهود الأهالي في الارتقاء بالمحافظة.

في مدينة البكيرية الجميلة كان لرحلتنا وقفة كبرى حين التقينا كذلك بصاحب السعادة الشيخ محمد بن علي السويلم حفظه الله، وشرفنا بالالتقاء بابنيه المهندس علي والمهندس عبدالرحمن، وكم سعدت بالالتقاء بالشيخ محمد، وهذا الإنسان مهما كتبت عنه وعن لطف وحلاوة معشره فسأكون قاصرا بالوفاء بما يتميز به من صفات، وكم لمسنا منه من معاني الكرم واللطافة في رحلتنا هذه كثيرا، بل وأصر حفظه الله على مرافقتنا بنفسه من مدينة عنيزة بعد حفلة العشاء التي أقامها الشيخ فهد السعيد، إلى أن أوصلنا لمقر إقامتنا في فندق رمادا البكيرية، وسعدنا بالجلوس معه وتبادل أطراف الحديث إلى ساعة متأخرة من الليل، ووجه بنفسه منسوبي الفندق وهو بالمناسبة أحد سلسلة من فنادق رمادا الجميلة العائدة له، ويقع الفندق على طريق سريع، وهو الطريق الدائري السريع الذي يلف على مدينة البكيرية ، وقد أنشأه وشيده الشيخ محمد بن علي السويلم نفسه وعلى نفقته الخاصة أخلف الله عليه خيرا، وسمي الطريق باسمه تقديرا ووفاءً، وهذا الوفاء لمسناه وعرفناه وعهدناه وألفناه، فهو غير مستغرب، سواء من من سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أو من سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله جميعا، وهكذا فقد عودنا ولاة أمورنا بتكريم الرائعين على جهودهم، ومكافأة الباذلين على بذلهم.

وشرفنا بالالتقاء بأسرة ابن عقيل الكريمة حفظهم الله، والذين أخجلونا بكرمهم ودماثة خلقهم وتناولنا عندهم طعام الغذاء في يوم الجمعة الموافق 13/5/1430هـ وكان على شرف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز، وحضرته بمعية معالي الشيخ سليمان الفالح حفظه الله ومرافقيه.
وقد شرفت أيضا في هذه الرحلة بالالتقاء بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز، والذي أخجلنا بتواضعه وخلقه وطيب معشره، وعلو كعبه في مختلف الحوارات الثقافية التي جمعتني بسموه الكريم، ابتداءً بعلم تعبير الرؤيا وأحاديث الأدب والشعر بنوعيه الفصيح والعامي، والحديث الشريف والتاريخ القديم والحديث، فقد كان بصدق جامعة متنقلة .
جمعتنا الرحلة بمصاحبة نخبة من رجالات العلم والأدب، ممن سأخصهم بحديث آخر قريب، فلهم مني كل الشكر والثناء، وشكرا لهم فردا فردا. ولا أنسى أن أشكر الأستاذ الشاعر المبدع ذيب الهذلي، وعبدالرحمن الحسيني سائق معالي الشيخ الخاص.