[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان ، وبمناسبة قرب شهر الصيام ، إليكم هذه الكلمة لعل الله ينفعنا بها ، آمين :
إن الصيام الذي شرعه الإسلام عبادة لله ، وقربة منه ، يحتوي على الكثير من الفوائد ، ففيه راحة للجسم الإنساني ، وراحة لأعضائه المختلفة ، وفيه فوائد متعددة للمرضى كعلاج ، بل ويزيد في صحة الأصحاء ويقوي في مناعتهم ، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : صوموا تصحوا ، ويقول أيضا : الصوم جنة .ولذلك أمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجاء هذه الشهوة .
ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ، فنقلت إليه بالتدريج .
وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات
ولعلي هنا أعرض لأهم ما يساعد الصيام على القضاء عليه من الأمراض ...
1/ البدانة :
ويساعد الصيام على التخلص من البدانة؛ لأنه ينقص نسبة الجلوكوز في الدم والأنسجة التي هي سبب البدانة ،والإنسان البدين يستفيد من الصيام في استهلاك المدخرات الدهنية.
2/ الجهاز الهضمي :
وذلك أن الصيام فرصة لإعطاء مرضى الجهاز الهضمي الراحة المطلوبة لجهازهم المجهد .
3/ مرض القولون العصبي :
وهذا المرض يكاد يتفق أغلب الذين بعانون من القولون العصبي ، على أنهم يتحسنون منه بالصيام .
4/ التهاب المرارة :
غالبا ما يكون التهاب المرارة بسبب أكل الأغذية الدسمة، وهنا يكون الصيام مفيدا في مثل هذه الحالات .
5/ مرض السكر :
إن أكثر مرضى السكر من البدناء ، وهم يستفيدون من الصيام لامتصاص وزنهم الزائد .
6/ يفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم .
7/ يفيد الصيام في معالجة الأمراض الجلدية .
8/ يفيد مرضى خشونة غضاريف الركبتين أو الظهر أو الرقبة .
9/ يفيد الصيام في بعض الأمراض النفسية والعصبية ؛ كالاكتئاب وغيره .
إن الملاحظ لكتابات أكبر العلماء في الغرب يلحظ إعجابهم بما يسببه الصيام من الفوائد الصحية المتعددة ، ومما قاله البعض منهم :
أ/ يقول الدكتو روبرت بارتولو:
لا شك في أن الصوم يعد من الوسائل الفاعلة في التخلص من الميكروبات ، وبينها ميكروب الزهري ؛ لما يتضمنه من إتلاف للخلايا ، ثم إعادة بنائها من جديد .
ب/ يقول البرفسور الألماني جيهاردن :
إن الصيام هو الوسيلة الوحيدة الفعالة لتحقيق سلطان الروح على الجسد ، فيعيش الإنسان مالكا زمام نفسه ، لا أسير ميوله المادية، كما أن الصيام يساعد على إضعاف سلطان المادة الذي قد يبلغ عند بعض الناس إلى درجة الاستعباد، قلت :وهؤلاء وصفهم القرآن الكريم بأنهم يأكلون كما تأكل الأنعام !!!
ج/ ويقول الدكتور كارليل :
إن الصيام يساعد على تنظيم الأكل والشرب بالنسبة للإنسان ، فإن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دورا عظيما في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يلتزمون بالصيام في بعض الأوقات ، وقد كان الرسول الكريم يصوم قبل البعثة حين كان يتعبد ويخلو بنفسه في غار حراء .
وبعد ، إن هذه الفوائد التي يفيد منها الصائمون يمكنكم التمتع بها في غير رمضان ، ولعل من المناسب القول بفضيلة الصيام في أيام الاثنين والخميس ، والليالي البيض، وشهرنا الحالي؛ شعبان ، وقد أخرج مالك في الموطأ ، والبخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان، وفي رواية أنه كان يصوم شعبان كله ، ولم يؤثر عنه أنه صام رجبا قط ولا استحب صيامه ، بل روي عنه النهي عن صيامه كما ذكره ابن ماجة .
وأما صيام عشر ذي الحجة، فقد اختلف فيه والراجح فضيلة صومه .والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم
وللاستزادة والاستفادة انظر :
زاد المعاد لابن القيم ج/2 ص:66
الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف لعبد الرحيم مارديني ص/184 وما بعدها