[يمامة الوادي]

هل استمر بالدعاء بعدما تركنى
أحب شخصا منذ سبع سنوات، وتقدم لخطبتي ولكن أمه لم توافق، وصارت تظهر بي العيوب حتى لا تقتنع، حاول معها كثيرا لإقناعها ولكنها لم تقتنع، وهو حاليا خطب فتاة أخرى وعقد قرانه عليها، وقد اختار حياته ولكني لم أستطع حتى الآن اختيار طريقي لأن قلبي معلق به، وصرت أدعو في صلاة الليل أن يكون لي ولا أريد أن أفقد الأمل حتى وهو خاطب وسؤالي هل ما أفعله صحيح أم خاطئ؟ هو يعاتبني ويقول لي أنت لا تؤمنين بالقدر والنصيب، وما أريد منك أن توضحه لي ما هو الصواب والخطأ في مثل هذه الحالة؟ هل أستمر في دعائي بأن يرجع لي ويكون من نصيبي أم أرضى بما حدث؟


الزواج يا ابنتي قرار ينبغي أن يكون للعقل فيه دور كبير، والواضح أن هذا الشاب حين رضخ لمطالب والدته لم يكن بمقدوره أن يتخذ قرار زواجه منك بإرادته، ولو سألتني لماذا؟ فجوابي لا أدري، ولا تدري أنت أيضا طبيعة الحوارات التي دارت بينه وبين والدته وأهله، كما أنك لا تدرين شيئا عن طبيعة العلاقة بينه وبين والدته وأهله، ولا تدرين ما إذا كان زواجك منه لمصلحتك أم أنه ضد هذه المصلحة، وإن كان الظاهر أنه لو تزوجك فلن يستطيع أن يدافع عنك لو تعرضت لظلم من أمه أو من أهله، فأنت مرفوضة من عائلته لأسباب تجهلينها وأجهلها معك أيضا، وحين تستمرين في الدعاء بأن يرجع لك ويكون زوجك، هل تعتقدين أن عودته ستكون من مصلحتك ومصلحته؟ ألست معي بأن عودته سيترتب عليها كسر لقلب الفتاة التي خطبها وعقد قرانه عليها الآن؟ هل من المصلحة أن تبني سعادتك على حساب تعاسة امرأة أخرى؟ وهل حين لم يستطع أن يستمر في مشروع الزواج منك يعتبر دلالة على حرصه عليك أم أنه أكثر حرصا على العلاقة الطيبة مع أهله؟ وحين يكون حرصه على العلاقة مع أهله مفضلا على حرصه على الزواج منك هل ذلك دلالة إيجابية أم سلبية؟ بتقديري أن الشاب الذي يؤثر جودة العلاقة مع أهله على العلاقة مع من يحب يقدم الدليل القاطع على أن العلاقة بينك وبينه لم يكن مقتنعا بها تماما، كما أنه يقدم دليلا على أنك لست الإنسانة المقنعة له برغم كل ما كنت تسمعينه منه من كلام معسول، وبتقديري تبقى تلك الأيام التي كنتم تعيشون فيها علاقة حب ليست أكثر من أيام كانت تملأ وقته وكان مستمتعا بها، وعندما حان قرار الزواج كان لأهله الوزن الأكبر من وزنك أنت، كل هذا لا ينبغي أن يؤثر فيك قيد أنملة، لسبب وجيه هو أنك شابة متعلقة بالله، وأنت حين فكرت بالارتباط به استخرت مالك هذا الكون ودعوته بقولك: «اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلان خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فيسره لي وأقدره لي، وإن كنت تعلم أن زواجي من فلان شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فأصرفه عني وأصرفني عنه ثم أقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به»، إذا كان هذا دعاؤك وانصرف مشروع الزواج عنك وانصرف الشاب عنك ألا يعني هذا لك أن هذا الانصراف قد يكون فيه الخير كل الخير؟ تصوري معي يا ابنتي أنك صرت زوجة لا تريدها أم الزوج وأهله، وتصوري معي أنك تزوجته رغما عنهم، فهل الحكمة أن تتحولي من زوجة لابنهم إلى عدوة لهم، وتصوري معي أنهم ناصبوك العداء عندها سيرون تصرفاتك الحسنة منها وغير الحسنة باعتبارها سيئة وسيفسرونها على محمل من يكرهك، هذا ما نراه في الحياة اليومية في أحيان كثيرة، ألا يكون انصرافه عنك خيرا لك على المدى البعيد، نصيحتي لك دعيه طالما أنه باع ما بينك وبينه بسهولة، وابتعدي عنه لأن هذا الابتعاد أحفظ لكرامتك ومصلحتك، وتذكري أن توفيق الله لك سيزيد كلما التزمت بما يرضيه، فلا تكوني سببا في الإساءة لعلاقته بشابة لا ذنب لها في موقف أهله منك ولا في موقفه وقراره هو، عودي لربك وزيدي من صلتك به وتأكدي أن الله لا يخيب من يطرق بابه ويلجأ إليه وزيدي من دعائك لرب السماء بأن يرزقك رجلا صالحا يخافه فيك وادعي لهذا الشاب إن كنت قد أحببته بالخير والتوفيق مع زوجته الجديدة.

وكاد