[ريـــــــشة شاعر7]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .....................وبعد

على الرغم من عدم انتباه الكثيرين لها، فإن عقوق الآباء للأبناء ظاهرة قديمة، غير أنها تأخذ صورا وأشكالا شتى. ففيما يطالب كل الآباء أبناءهم بأن يبروهم ويعاملوهم بالحسنى، وتنطلق دعاوى العلماء والشيوخ والدعاة محذرة الأبناء من عقوق آبائهم، لا يلتفت أحد من هؤلاء جميعا إلى قضية حقوق الأبناء على آبائهم. بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم.
أمرنا الله تعالى ببر الوالدين وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره قال تعالى :
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا(
الإسراء : 23
وجعل عقوقهما سبب لسخط الخالق سبحانه وتعالى ،
دائما نسمع ونرى كثير من المحاضرات عن بر الوالدين وحقوقهما ، وما يفعله الأبناء بهما ، من اضطهادهم أو رميهم في دار العجزة ، دون السؤال عليهم ، وهؤلاء يمثلون فئة من الناس الذين لا يعلمون أو بالأصح لا يريدون رضا الواحد الأحد واهتموا وشغلتهم أمور الدنيا والعياذ بالله

ولكن لنناقش اليوم بعملية عكسية ( واقصد هنا عقوق الآباء للأبناء)
فئة أخرى من الناس كلتي سبقت ونعطي اهتمامنا لها كلتي سبقت لما لا لأنه قد يكون من هنا ينتج هذا العقوق وهذا النكران للوالدين
الله سبحانه تعالى طالب الأبناء بالدعاء لآبائهم كما قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} (الإسراء:24). فأين هذه التربية لكي يرحمهما الله؟

فنحن نعلم انه كما للوالدين حقوق على الأبناء وذكرت في القران ، أيضا للأبناء على الوالدين حقوق وذكرت في الكتاب والسنة ونقولها بإجازة:
1-تربيتهم ، تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى لرسوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [ طه : 132 ]
2-تسميتهم بالأسماء الحسنة، والإحسان إليهم في المعاملة، وتعليمهم، والعدل بينهم لحديث النعمان بن بشير المتفق عليه: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"
3-وجوب النفقة عليهم إن كانوا فقراء، قال الله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]
4-تربيته على الفضائل وإبعاده عن الرذائل، ويعلم علوم الدين، ويدرب على الصلاة وعلى العبادات الأخرى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع".رواه أبو داود
5- اختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والخلق القويم، ففي الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع وذكر منها: ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فإذا لم يربى الأبناء على هذا فما المنتظر من هؤلاء الأبناء؟؟؟ ، كيف تطلب حصاد ما لم تقم بزرعه
والله إن المسألة خطيرة ومنتشرة في مجتمعنا في وقتنا الحالي ومن زمن..............

صرخة فتــــــــــــــــــــــــــــاة – شـــــــــــــــــاب
أيها العالم ويا مجتمعي الفاضل كيف تطالبوني ببر والدي وهم من علموني على الجفاء والكره والحسد علموني وعاملوني كأنني خادمة منبوذة لا يحق لي أن اطلب أي شي ، كيف ابرهم وأنا اسمع في أخر الليل أبي يدعو علي وأنا لم افعل له شي ، كيف ابرهم وهو يقوم بقفل أي باب يفتح لي ، كيف ابرهم وهو لم يسعى بتزويجي بل يتلذذ بما أنا فيه ويكره لي كل خير ، كي ابرهم وأمي همها أن أكون خادمة للمنزل ولا يحق لي أن أطالب بشيء، أين انتم !! لما لا تناقشون قضيتي فأنا جزء من هذا المجتمع أم انه محكوم على بسخط من الله وإنني عاقة وليس لي سوى النار ، أين توعيتكم لأباءنا ، كما هيا توعيتكم لنا ، فهل من يسمع شكواي ؟؟؟!!!!!


يتبع