[يمامة الوادي]

انثروا الزهور




والغضب يكتنف كل هبة هواء حملتها تلقي بهم كبير وحمل أكبر , ترغي وتزبد
ترسل وسوسة كأنها جيش مجيش فقط بأسلحة دمار لكل هدوء أمامي
- أرأيتها ؟؟؟؟ أرأيتها ؟قالت تشرح لي
هي هناك تعمل , تكتب .. أرأيت مواضيعها منمقة منسقة وهنا ماذا تفعل ,؟؟ عندنا ماذا تفعل ؟ لم لا تفعل عندنا كما عندهم ؟ ألسنا بالمستوى الذي يجاري قلمها ؟ مابالها تكتب هنا كأنها غيمة صغيرة ترسل ندى منتثرا
تحيي به نفسها كي لا تعتب عليهالأنها تبسط هناك علما ونثرا ووو..
كم أحس بضيق ..
تنهدت نفسي وتألمت
تراخت يمناي تريد الرد فانزوت
شاخت حروفي بيضاء تستوحي حكمة هادئة من أثر هذه العاصفة
ثم نظرت إلى سمائي مليا .. كم أنت ملبدة يا سماء !
وعلى أعتاب فوضى أحدثتها تلك .. بسطت دثار فكر حزين فوق رعشة قلمي وأخذت أقرع أبواب الحجج لأحكي كي أرد
فإذا بنظري ثانية ينتقل إلى التلفاز لأرى الجثث أمامي أطفالا بقلوب تنبض خارج أجسادهم ..إثر قنبلة غاشمة خسيسة يهودية وعيونا تغلق بأيد المسعفين .. امرأة حيرى تبحث عن حبيبها .
فوضى الذعر والهلاك والموت يوقظون رعشة القلم والقلب والروح والعقل
شهيد هنا وهناك يكتبون لي الإجابات فأدرسها في مداد الفخار وأكتب معانيها في بوتقة التذكر دائما فترتفع مني الرغبة في الرد
نعم سأرد عليك .....
أنظري يا من أتيت ِ تثورين لأن فلانا وفلانة صبوا في غير حجرك وزرعوا في غير أرضك .. أنظري أتراهم زرعوا وكتبوا ونثروا علمهم
لغير إخوة لك ِ ؟
أيجب أن يكون كل ما في الكون وما تحته وما فوقه وما بالغيب والحاضر لنا .. لي .. لك !
كما أحببت سكب الدر في صناديق جواهرك .. أحبيه لغيرك
وما خرجنا من جنة إلا بسبب الغيرة وما جفت ينابيع الرحمة والتعاطف والمودة والأخوة إلا لما حولنا مجاري أنهار الخير لجحورنا فقط وتمنيناها لنا فقط ومنعنا ماعون الخير عنهم .
أي نصر , وأي خير , وأي وفاق ,وأي عزة نروم إذا كنا حتى الحرف لا نريده إلا لنا ..
أي زمان هذا الذي جعل سعار الأخذ والنهش وحب الزخرف وأنانية بلا حد ولا رد ولا صد هي ديدنا ..
أكتبي يا حروفا في هامش التأريخ حب الدنيا فلا نستحق السطر الأول ولا العنوان ولا لب الصفحات ..
أكتبي ... فقد فاضت خزائن تراثنا بقصص الإيثار التي أصبحت أخت العنقاء والغولة وجسر الصين .. عجيبة لا تتكرر .
أنظري يا من تريدين الهواء لك لتتنفسي فيه كيف اختنق أهل غزة تحت الركام وما نصرهم أحد .. فكل ما يهم ما لنا وما حدنا وما في مقدراتنا وما عندنا ..
لما خبئت أيضا تحت الركام أجمل الأخلاق .. حب العطاء لنعيش جميعا في خير المعطي يسعنا الضيق بوسع الصدور ويضيق الواسع ببخل المشاعر
فإن لم تعط .. أتركي قوافل الخير تسير .وانثروا الزهور ..
يا من شوك الأنانية أعمت خطاكم فقمتم كمن يتخبط من المس لن ترتووا فملح النهش وقد ران على صفاء أنهاركم ...
وماتت زهوركم
.....
صباح ضامن