[يمامة الوادي]

كيف تكوني رشيقه وذكية في آن واحد؟
موقع الجريدة


التمارين الرياضية أصبحت حليفة العمر المديد، لأنها تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية وبعض أنواع السرطان، وتحافظ على وظائفنا الدماغية وتحسّنها، فضلاً عن أن الحركة الدائمة تكسبنا ذهناً أشد تيقظاً وجسداً مفعماً بالصحة ومناعة أفضل ضد الانهيار.

أظهرت الدراسات أنه باستطاعتنا أن ننعم بـ 14 عاماً إضافياً من الحياة الصحية بفضل ممارسة نشاط رياضي منتظم واتباع نمط حياة صحي. وهو رقم يعكس بوضوح تأثير التمارين الرياضية التي باتت تفرض نفسها كشرط أساسي للتمتع بصحة جيدة.

يقدّم الطب مزيداً من الإثباتات على فوائد الرياضة، وهي انخفاض نسبة الإصابة بجلطات دماغية وترقق العظم وداء المفاصل والسكري. فالنشاط الرياضي يحمي جسمنا من بعض أنواع السرطان ويمنع الانتكاسات بنسبة 50%، ويحفّز جهاز المناعة ويعيد التوازن إلى مفاعيل الهرمونات كالأنسولين وغيرها التي تساهم زيادتها في الجسم في نمو الخلايا السرطانية والخلايا الدهنية.




ويؤكد الخبراء أن ممارسة الرياضة تساعد في تخفيض الكتلة الدهنية حيث ينمو الأستروجين المسؤول عن ظهور بعض أنواع السرطانات المرتبطة بالهرمونات (سرطان الثدي والدماغ...) وتقلّل من إمكان تخزين المواد السامة المسببة للسرطان في الجسم.

ذكاء:تكفي ممارسة رياضة المشي لمدة 45 دقيقة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً لزيادة المادة الرمادية التي تحدد الذكاء في الدماغ. فقد أظهرت دراسة، شملت آثار التمارين البدنيّة الإيجابية على الوظائف الإدراكية لدى أشخاص تتراوح أعمارهم بين الـ55 والـ80 عاماً، أن الحماية التي تؤمنها التمارين المنتظمة تسهّل إنجاز بعض الأعمال كالتخطيط والبرمجة والحفظ وتنسيق النشاطات، وتسمح بزيادة عدد الخلايا العصبية في «الهيبوكامب» وهو مركز الشيخوخة المرتبط بالذاكرة في الدماغ والذي يتأذى كثيراً بفعل التعرّض للضغط المزمن.

وهكذا، فإن التقدم في السن لا يعني بالضرورة فقدان كمية كبيرة من هذه الخلايا العصبية، لأننا نستطيع التصدي لهذه الظاهرة ومكافحة الشيخوخة الدماغية من خلال الرياضة.

كذلك تبدأ التجاوبات الدماغية الإيجابية بالظهور بعد ثلاثة أشهر من ممارسة نشاط رياضي خفيف كركوب الدراجة أو المشي السريع أو الركض. وتؤكد الأبحاث أن تمريناً خفيفاً لمدة 45 دقيقة يخفف خطر الإصابة بالألزهايمر.

جسد قوي: للحفاظ على المفاصل بحالة جيدة وتأمين الحماية اللازمة ضد ترقّق العظم، لا بد من ممارسة الرياضة. خلال تمديد العظام والضغط عليها وعلى المفاصل، تبعث العضلات رسالة إلى الهيكل العظمي بوجوب الاستمرار في صنع الألياف البروتينية، علماً أن الكالسيوم والفوسفور يتركزان على هذه البنية ويزودان العظم بالقدرة على المقاومة.

على النقيض من الأفكار السائدة، لا تنخفض نسبة المعادن في الجسم مع مرور الأيام، بل تضعف بنيتنا الجسدية التي تشكل دعامة لها، لذا تسمح النشاطات الرياضية على غرار المشي والركض وكرة المضرب بالحفاظ على قوة مخزون العظام.

كذلك تستعمل العضلات التريغلسريد كوقود، وكلما ارتفع معدّل احتراق الدهون في الدم تحسّن معدل الكولسترول الجيد، وهكذا نحافظ على صحة قلبنا وشراييننا.

قوام رشيق: كلما كان النشاط الرياضي صعباً، حرق الجسم كمية أكبر من الوحدات الحرارية واستهلكت العضلات كمية أكبر من الطاقة حتى في الليل بسبب تدفق الدم إليها.

لكن ممارسة الرياضة لا تخلّصكم من الوزن الزائد، بل تحسّن شكل جسمكم وتقوّي عضلاتكم التي تمنح الساقين طولاً إضافياً وتعيد رسم شكل الخصر والردفين وتخفف من تشققات الركبتين.

بالإضافة الى أن البشرة تكتسب صلابتها من خلال تدفق الدم إلى الأنسجة وضخّها بالأوكسجين، فتتحسن الدورة الدموية وتصبح البشرة أكثر مرونة وليونة.

حياة أجمل: أثبتت الدراسات أن ممارسة نشاط رياضي بشكل منتظم ترفع نسبة الشعور بالارتياح والرضى بنوعية الحياة بنسبة 50%، فيما يتدنى هذا المعدل إلى النصف في حال عدم القيام بأي مجهود جسدي. فضلاً عن أن الضغط النفسي ينخفض بشكل ملحوظ عملاً بالمقولة التي تؤكد أنه كلما زاد النشاط خفت نسبة القلق.

دماغنا... كيف يعمل عندما نمشي؟

لا يمكن تخيّل حجم المعطيات التي يتعيّن على الدماغ دمجها عندما نمشي، بدءاً بالتفكير بشكل الطريق، مروراً بإدراك وضعية أعضاء الجسم (هل وضعية القدمين مناسبة؟) وصولاً إلى إدارة مخزون الطاقة (هل في العضلات ما يكفي من الغليكوجين وما وضع حمض اللاكتيك؟).

على هذا الحاسوب الخارق الاهتمام أيضاً بارتفاع حجم العروق الشعرية التي تزوده بالأوكسجين والغلوكوز. ولأن السير على القدمين يستوجب التنفس بشكل صحيح والتفكير ببعض المسائل التي تشغل البال، تتنشّط مرونة دماغنا أيضاً، وتحرّر ذهننا من المشاكل العالقة.

يشار إلى أن الدراسات الحديثة تشدد على القدرة المضادة للانهيار التي نكتسبها بفعل الجهد الذي نقوم به، ما يحدّ من التدفق المستمر لأفكار القلق والهم والكآبة لتحلّ مكانها أفكاراً إيجابية وخلاّقة بعد ممارسة ما يتراوح بين 30 و40 دقيقة من الرياضة. في الواقع تبقى الهموم موجودة، لكن طريقة النظر إليها تتبدّل.

تعزز الرياضة تدفق الدم وتحفّز الهرمونات، ما يؤدي إلى إفراز الأندورفين والدوبامين وهو الناقل العصبي الضروري للحركة. بالتالي فإن القدرة المضادة للانهيار تكمن في هذا الهرمون وهو أكثر ديمومة من الأندورفين. ويبقى الأهم اختيار الأنشطة الرياضية التي نستمتع بممارستها.