[الطبيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

نشر الأسلام عن طريق الرؤى
الحمد لله الذي جعل كتابه عَلَماً لامعاً فجعل رايته تخفق في الآفاقِ مضيئةً ساطعة والصلاة والسلامُ على منبعِ العلمِ والحكمة سيدِنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فقد حضَّ الله تعالى على العلم ولذلك قد جاءت آياتٌ كثيرةٌ تتحدث عن العلم وتأمرُ به منها قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلمَ درجات) فالعالِم ينالُ الجاهَ والشرفَ والمرتبةَ العُليا في الدنيا ويحظى بالجَّنةِ والرفعةَ في دار الفلاحَ، ويفوزُ بِرضى الفتَّاح، وقد قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فضلُ العالِم على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكب وقال الشاعر:

تعلَّم فليسَ المرءُ يُولَدُ عالِما

وليسَ أخو عِلمٍ كَمَن هو جاهلُ

فإنَّ كبيرَ القومِ لا عِلمَ عنده

صغيرٌ إذا التفَّت عليه المحافلُ

ومن هذا المنطلقِ نقولُ إنَّ القرآن الكريم هو تنزيلٌ من ربِّ العالمين وهو بالدرجةِ الأولى كتابُ إرشادٍ وهدايةٍ، ذو مناهجَ تربوية لإقامة المجتمعِ الفاضل الذي تسودُهُ الأخلاق والأحكام.
قال تعالى: (ونزَّلنا عليك الكتابَ تِبياناً لكلِّ شيءٍ وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين)،وقال أيضاً: (هذا بلاغٌ لِلناسِ ولِيُنذَرُوا به ولِيعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ ولِيذَّكَّرَ أولوا الألباب).
والقرآنُ الكريم ليس كتاباً متخصِّصاً في عِلمٍ من العلوم الطبيعيَّةِ أو التجريبية كالطب والفلك والأحياء ولكنه فَتحَ العقولَ على العلم حيث وردت فيه آياتٌ مباركاتٌ عديدة ذكر الله فيها بعض الإشارات المتعلِّقة بهذه العلوم إمَّا بصورة مباشرة (تصريحاً) أو بصورة غير مباشرة (تلميحاً) وهناك آياتٌ أخرى فيه تحثُّ على العلمِ وتُشجِّعُ العلماء على البحث في العلوم المختلفة وتدعوهم للنظر والتدقيق والتفكر في ظواهر الكون ومخلوقاتِهِ عِلماً بأنَّ الآيات الأولى التي أُنزلِت على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أمَرَتهُ بالقراءة والكتابة والتعلم .
قال تعالى: (إقرأ باسمِ ربِّكَ الذي خَلق، خَلَقَ الإنسانَ من عَلَق، إقرأ وربُّكَ الأكرمُ، الذي علَّم بالقلم، علَّمَ الإنسانَ ما لم يعلم).
ونظراً لكونِ عصرِنا الحاضر هو عصرُ العلمِ والتكنولوجيا وأنَّ لغة العصر الحالي هي لغةُ العلم، ولكونِ القرآن الكريم هو كتابُ هدايةٍ لكافةِ الناس وليس مقتصراً على العربِ أصبح من اللازم على المسلمين إظهار أوجه إعجازه المتعددة الأخرى وخاصةً البرهان العلمي الذي أصبح أكثر وضوحاً في الوقت الحاضر نتيجة التقدّم.
ولقد بدأ الأهتمام بتفسير الأحلام في الوقت الحاضر يكبر وينمو وهذا أمر رائع وجميل
وقد سبق أن قلت في حلقات سابقة أن هذا العلم يمكن تعلمه وتعليمة و تقول
(إنَّما العِلمُ بالتعلّم، والحِلمُ بالتحلّم، ومَن يتحرَّ الخير يُعطه، ومَن يتوَقَّ الشرَّ يُوقه...

الحديث حسن أو صحيح

ولكن عندي سؤال
هل يمكن نشر الإسلام لغير المسلمين عن طريق تفسير أحلامهم ؟
---------------------------
مثال على ذلك : بأن تقوم بتفسير حلم( شخص غير مسلم ) في فقرة من فقرات البرنامج وبعد ذلك تبين له وللمشاهدين بأن التفسير المنطقي للحلم أو للرؤيا أنما جاءت من كتاب الله وسنة الرسول الكريم وأن الإسلام لم يغفل عن أي جانب من جوانب حياة المسلمين ونكون قد أبطلنا قول من يقول بأن الأسلام غير صالح لهذا الزمان
وربما قد تكون سبب في فَتحَ العقولَ المقفلة بالشرك والكفر إلى الدين الحق.
وعسى أنتكونهذه الفقرة مِفتاحاً الهداية ودخول كثير من غير المسلمين في الإسلام 0
ولكم مني الجزيل الشكر والتقدير وجزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على جهودك الكبيرة
أختكم الطبيعة من جدة

معلمة عاطلة عن العمل