[صاحب السمو الفكري]

على الرغم من أننا محاصرون بالعديد من الساعات من حولنا،، فساعة في اليد وثانية في الجوال وثالثة في

السيارة وأخرى في "اللاب توب" وخامسة مثبتة على الحائط وسادسة في معصم أقرب إنسان من حولك!

إلا أننا نصرّ مع سبق إصرار وترصد على الوصول إلى مواعيدنا وأماكن أعمالنا متأخرين بما لا يقل عن خمس

دقائق في أفضل الأحوال! بل إن الضمير العربي سيؤنبك في حال وصولك "لا قدّر الله" لمقر عملك قبل حلول

الموعد بعشر دقائق! وستلوم نفسك وتزجرها لضياع عشر دقائق من وقتك غير مدفوعة الثمن!! بل إنك

ستخطط لا محالة بأن تقتص هذه المدة من دوام الغد!





ولأن ثقافة احترام المواعيد أصبحت قابلة للانقراض تماما كما الدب القطبي وحيوان الماموث! فلا تستغربون

أعزائي.. أن تواعد أحدهم في الساعة الثامنة مساء ثم تنتظر هذا "الأحدهم" حتى العاشرة دون أي بوادر

تلوح في الأفق تبشر بوصول معاليه! ثم إنه وفي حال وصول طلته البهية المباركة! فلا تستغرب أن يبتسم

في وجهك المحتقن ببلاهة ثم يبادرك بالعذر الأغبى على مستوى العالم "معليش"! وفي نظري أن التصرف

السليم في مثل هذه الحالة هو شطب هذا الشخص من قائمة الأصدقاء في حال عدم قناعة أعذاره!





وعليه أيضا فلا تتكدروا اعزائي في حال كان موعد إقلاع رحلتك الجوية في التاسعة مساء ثم تأتي

الساعة السادسة صباحا وأنت لم تبارح صالة المغادرة! لا تجد عملا سوى عدّ الكراسي الممتلئة بالركاب

ممن يشاركونك المأساة والذين حوّلوا تلك الصالة إلى غرفة نوم كبيرة! وكل ذنبك وذنبهم أن القانون لا يحمي

المسافرين! ثم أن المذيع الداخلي لا يكف عن تذكيرك بـ"خيبتك" في كل ساعة عندما يعلن عن تأخر

الرحلة... لأجل غير مسمى!!!!






مما قرأت ...