[يمامة الوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا عليه أفضل صلاة وأتم تسليم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ,,, وبعــد //

إن من أعظم النعم التي امتن الله بها علينا في هذا الزمان ,, نعمة ( التقنية ) بكافة أنواعها ( الاتصالات ـ الإنترنت ـ الفضائيات ,,, ) ,, ولا شك أنه ينبغي على المسلم أن يستخدم هذه التقنيات ولا يدعها لأهل الباطل بل يزاحمهم فيها و يراغمهم بنشر الخيــر فيها ...

ولا شك كذلك أن النفوس البشرية متفاوتة في حُسن الاستغلال لهذه التقنيات تفاوتهم في درجات التقى والصلاح ,,,

ومن أعظم النعم التي لا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين منها ( الشبكة العنكبوتية ) ,,, ذلك الجهاز الذي يصلك بالعالم بضغطة زر ,,, الذي فيه من الخير الشئ الكثير وفيه أهل الشــر يصولون ويجولون ينشرون باطلهم ,,,

ونلاحظ في الآونة الآخيرة إنتشار ما يُسمى بـ ( المدونات ) على اختلاف أنواعها ,,, ويستخدمها طبقات مختلفة من المجتمع ,, وأعني ـ بالمجتمع ـ المجتمع المسلم ,, وحديثي بعيد كل البعد عن الكفار لأنه ليس بعد الكفر ذنب ,,,,

ومما سهل انتشار هذه المدونات وجود مواقع مجانية تدعم إنشاء هذه المدونة بالمجان وبمزايا ممتازة ...

فكرة هذه المدونات قامت ونشأت على أن المدون يسجل في هذه المدونة ما تعكسه شخصيته ومستوى تدينه ,, من مواضيع ويوميات مختلفة ,,,

ولعل ما جعل البعض يتجه لهذه المدونات وهجر المنتديات ,,, البعد عن سياسة المنتديات وشروطها التي لا تروق للكثير ... وتجعله يشعر أنه مقيد بهذه الشروط و لا يستطيع الفكاك عنها ..

فالمدونة باختصار هي ملك لصاحبها يديرها كيف يشاء وكما يريد .. ينشر فكره وقناعاته فيها ...

حينما تصول وتجول في هذه المدونات ترى فيها من الخير الشئ الكثير الذي يجعلك تفرح أشد الفرح أن من شباب الإسلام من يحمل هم هذا الدين ,,,,

وفي المقابل ـ المـر ـ أنك ترى بين طيات هذه المدونات ما لا يرضي رب الأرض والسمـاء ,,,,

غنــاء ,, سخرية بالصالحين ,, تباسط في الحديث بين الجنسين ... صــور نساء ,,,

وأحياناً حينما أزور بعض المدونات وأرى شدة التباسط بين الفتيات والشباب وما فيها من مخالفات إني لأحزن أشد الحزن ,,, وأنوي ألا أعود لهذه المدونة مرة آخرى أبداً ..

فإن المدون هو رقيب نفسه لا شروط تمنعه من أن يضحك مع هذه ويباسط تلك وينكت عليها ,,, لا ,, لا ,, شئ يمنعه من ذلك ولا يمنعها من ذلك إلا

الرقابة الذاتية

واستشعار أن الله يرى ما نكتب ,,, و أن هناك ملكان عن اليمين وعن الشمال يكتبان الحسنات والسيئات ....

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

ولعلي أُكد على موضوع سابق

.: الفتـــاة …… و (( الضـــوء الأخضـــر )) :.

وحديثي هناك ينطبق على لسان حال كثير من المدونين ,,, فالبعض من أولئك المدونين الغير جادين تجده لا يفتأ أن يباسط تلك ويمزح مع هذه كلما سنحت له الفرصة ورأى ضوءً أخضـر ,,, ولكنك في المقابل تجده يلتزم الأدب ويعرف حدوده حينما يدخل مدونة فتاة جادة ولا تسول له نفسه أن يفعل ذلك أبداً ...

فيا شباب الإسلام ويا فتيات الإسلام

إن القرآن الكريم هو دستورنا

والله عز وجل يقول في محكم التنزيل

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30

{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور31

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32

وهمســة لكل شاب

أترضاه لأمك ,,, أترضاه لأختك ,,, أترضاه لزوجك ,,, أترضاه لابنتك ؟؟؟!!!

فيـــا أيها المدونون إن الله رقيبـــكم

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شئ يسرك في القيامة أن تراه

وتقبلوا نصيحة أخت محبة مشفقة لكم ولنفسها ناصحة

ويا إخواتي

رددوا دومــاً وبحرارة

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

فإن نبيكم صلوات الله وسلامه عليه كان يكثر من ذلك الدعاء ويقول فيه / "نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كيف شاء"( رواه أحمد عن أنس).

اللهم ثبتنا على الدين حتى نلقاك ,,, وأختم لنا بخاتمة السعادة ,,, اللهم واجمع بيننا وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما آمنا به ولم نره ,,, ولا تفرق بيننا وبينه حتى تُدخلنا مدخله ,,, واسقنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً ,,, وأحبابنا أجمعين ,,,, اللهم آآآآآآآآآمين

قولي ما كان فيه من صواب فمن الله وحده , والخطأ والزلل من نفسي والشيطان , والله ورسوله منه براء

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أختكم في الله
زاد المعاد