[الثقب الأسود]

هذه ليست قصة من قصص الدكتور نبيل فاروق أو ما شبهها

بل هي قصة من الواقع عشت أحداثها وأعرف المشتركين بها

بما ان الموقع هو لتفسير الأحلام فسأبد بهذا السؤال

هل الكوابيس التي يراها الشخص في المنام لضحاياه تأتي منهم

أم هي فقط أضغاث أحلام لما اعتاد على فعله

-------------------------

سأذكر القصة من وجهة نظر القاتل

بدأت عندما أتى الي أحد االأصدقاء وأظنه كذلك كنت أعرف مهنته الحقيقية ولا يعرفه الكثير

كنا نتكلم عن أمور شتى فأخبرني بأنه مسافر وان العمل يتطلب منه أن يجد البديل الى ان يعود!!

وانه يريدني أن احل محله!!

يريدني أن اصبح قاتلا مثله

ولكنه طمئنني بأنه سيعتني بي وبتدريبي كنت أكبر منه سنا ولكنه ضليع في الـ ......!!!!

المهم كأنه كان يعلم بأني في ضائقة مالية فاسترسل يتكلم عن المال وعن الدفع الذي سأتلقاه مقابل مجهود بسيط

.......... لم أتكلم وإن كنت سأرفض ولكنه تابع قائلا لا تستعجل خذ وقتك وفكرا بالأمر كان بإمكاني أن أجد غيرك ولكنني أتيت إليك

أكان يسدي إلي خدمة؟!!

فوافقت على مضض وأقنعت نفسي بأن الضرورات تبيح المحظورات وإني بأمس الحاجة للمال

وأخبرته بأني موافق

وتكلم مع مسؤلييه فأرادوا مقابلتي والتأكد من قواي ؟!

فذهبت اليهم مسافة ما يقارب الساعة والنصف لم اختاروا هذه البقعة النائية !!

فقاموا بعمل فحص نظري سمعي بدني لا أرى له أي داع وقمت بالإجابة على أسئلتهم التي لا أتذكر منها شيئ

ثم أخبروني بأن علي التدرب مع زميلي لمدة اسبوعين نمارس القتل!!

ويجب علي أن أجيد ما أفعل ان كنت راغب على المتابعة

لم يكن بالأمر السهل فأنا غير قادر على إذاء أي شيئ حتى وإن كان كلبا عقور فما بالك بمن لم يمسك ولم يحمل اي غل في قلبه عليك

فقدت قدمي معه وعلمني كيف يمسك المقبض وأخبرني بأن لا افعل شيئا اليوم وعلي المتابعة فقط ريثما يؤدي هو عمله

ثم اعتدت الأمر وهذه هي البداية .....

---

اذا كنت في العراق أو أفغانستان أو أي بلد حلت عليهم لعنة الحرب

ورأيت الجثث متساقطة أمامك وقد اعتدت الأمر فبإمكنك الآن ان تغير مجرى حياتك

فمن هذه النقطة بإمكانك أن تصبح قاتلا

إذا رأيت من يموت أمامك ولم تتقدم أقدامك للإنقاذ فقد سلكت طريقك بنجاح

فإن قتلت الآن فلن تشعر بوخز ضمير فلم يبقى لك منه شيئ

كل ما ستشعر به شعور بالغربة لقد قمت بعمل شي لم تعتد فعله هذا هو الطريق الذي سلكته

---

قال لي بأن أتوهم بأني من أقوم بالقتل بدلا عنه وأنني من يسفك الدماء

هاااااااااااااه لقد أبدأت أشعر بالغربة فعلا مع اني لم أقم بالأمر فعليا بعد

وانقضى يومي الأول بنجاح منقطع النظير بالنسبة الي رغم انه كان يرميني بالخوف


وبدأ يوم آخر فكان أول قتل أقوم به في حياتي وقد إغلق باب الرجوع

كنت أكتفي بقتل واحد من فترة إلى اخرى ولم أستطع عد ما قام به هو

ولم يكن بالأمر الصعب كما توقعت

أكثر ما كان يثير في نفسي الأسى هو منظر الضحايا وهم ينظرون الي وعلامات الهلع بادية في عيونهم

ومنهم من كان يتخبط في دمائه ومنهم من لم أستطع معرفة تعابير وجهه

وكأنهم يصيحون لماذا؟! لماذا؟!

أعيد وأقنع نفسي الضرورات تبيح المحظورات وأدير وجهي عنهم

من يحاول الهرب سيغلى وهو حي ولكنهم لا يعرفون ذلك ويا لها من مفاجئة تنتظرهم

ليتني أعرف بما يفكرون وأعينهم ترمقني هل كنت سأستمر؟!!

لا أدري ولكن ما أعلمه هو المال الذي جنيته من هذا العمل فمع أول دفعة أزلت الديون التي كانت على عاتقي كم كنت مرتاحا حينها

فحتى الشهيد لا يستطع دخول الجنة حتى تدفع ديونه!!

لقد سافر صديقي لقد جمع مبلغ من المال يستطع ان يتجوز بها الآن

وسيعود ربما بعد شهرين من الآن

وإلى أن يعود سأظل مكانه من يدري ربما سأ حصل على مبلغ يمكنني من الزواج انا أيضا فقد اصبح الزواج صعبا هذه الأيام من يدري
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


اعيد وأكرر هذه القصة حقيقة هذه ليست قصة من قصص الدكتور نبيل فاروق أو ما شبهها

بل هي قصة من الواقع عشت أحداثها وأعرف المشتركين بها

لقد كتبت هذه مباشرة من عقلي لم أرتب للأمر ربما سيكون فيها بعض الملاحظات الكتابية فلا تنسون انتقاداتكم


مذكرات شركة انغهام للدجاج