[طالب الهدى]

بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي يميز شهر رمضان ليكون فرصة قوية للتغيير؟؟؟

في كل رمضان دائما ما يتردد على مسامعنا رمضان فرصة للتغيير ، رمضان فرصة للتوبة، ولكن في الحقيقة نحن لا نعي المغزى الحقيقي لهذه الكلمات ،،،،
فما الذي يميز شهر رمضان ليكون فرصة قوية للتغيير؟
نحن نعلم أن هنالك ثلاثة سكان يسكنون بداخلنا ويديرون شخصية كل فرد منا ولكن تأثير هذه الشخصيات فينا ، يختلف بنسب متفاوتة بين الشخص والآخر
هؤلاء السكان هم النفس والهوى والشيطان ...
النفس>>> تمثل الإنسان نفسه وشخصيته من دون تزييف ونفاق فما يصدر من تصرفات من نفس الإنسان تكون خالصة من قلبه.
أما الهوى>>> فهو حب الشهوات وإتباع الرذائل والمضي وراء المعاصي والمنحدرات السيئة.
والشيطان>>>هو إبليس الذي يقود النفس ويحرض الهوى نحو ما لا يرضي الله ونحو كل ما يسيء للإنسان ويرمي به في طريق الضياع والهلاك.
في شهر رمضان تختلف الموازيين وتتغير الأمور
فالشيطان مقيد طوال الشهر الكريم فلا أحد يلح على الإنسان بارتكاب المحرمات
والهوى محبوس طيلة فترة الصيام لأن الصوم هو الامتناع عن الأكل والشرب والشهوات

..................إذا لم يبقى إلا نفس الإنسان ...............

نفس الإنسان تمثل الإنسان نفسه ففي رمضان لا هوى ولا شيطان إنما أنت نفسك فقط
فما سيظهر عليك من إيمان وصدق وإحسان وكرم وحسن نية ،أو قلة إيمان وكذب ونفاق وسوء نية هو يمثل نفسك أنت ...
فانظر إلى نفسك في رمضان و تعرف عليها وانظر إلى حالك فإذا رأيت خيرا إحمد المولى عليه واثبت عليه ، وإذا رأيت من نفسك سوء عمل وتقصير في أداء واجبك تجاه خالقك ودينك أو سوء عمل ومعاصي أو سوء قول ولفظ ، فاستغفر الله وجاهد نفسك واعزم على التغيير
واعلم أن نفسك بيدك أنت الذي توجها إلى الوجه التي تريدها فإن كانت نيتك خالصة لوجهة الله وعازمة على التوبة وترك المعاصي والذنوب فهذا الذي سيحصل فلا هوى ولا شيطان سيقف في طريقك إلا نفسك التي من السهل عليك مجاهدتها
واحرص بأن تملأ الفراغ الذي تركه الهوى والشيطان احرص أن تملأه بروحانية الإيمان وعذوبته لينتهي الشهر الكريم ولا مكان في قلبك للهوى والشيطان إنما أصبح قلبك مملوءا بنفحات الإيمان.
واحذر لأنك ستندم احذر بأن يفوتك هذا الشهر الفضيل وأنت نفسك لم يتحرك فيك ساكنا .
وفي الختام أسأل الله العظيم بأن يبلغنا شهر رمضان ويبارك لنا فيه و يعيننا على طاعته وحسن عبادته .
وكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب