[يمامة الوادي]

حجاب في مطار أمريكا


سأحكي لكن تجربة قاسية مررت بها في إحدى الدول التي سافرت لها .

فمن سفري لاحظت أن الغرب يكره الإسلام والمسلمين لدرجة لم أتصور حجمها عندما كنت أقرأ عنها إلا بعد الاحتكاك بهم.

على الرغم أن اقتصاد هذه الدول قائم بشكل كبير على العرب والخليجيين بالذات نظراً لسفرهم إما للدراسة أو العمل أو العلاج أو التدريب أو السياحة، ومع هذا تجد الحقد الدفين للعرب والمسلمين بالذات.

ففي إحدى الشركات تنظر السكرتيرة للموظفين باحتقار وتبحث كما يقال عن الزلة لهم على الرغم أن نشاط تلك الشركة لم يكن يستمر لولا تلك الدولة الخليجية.

لا أطيل عليكم.. عندما كنت أقيم في هذه الدولة كان الجميع يسألني وبشكل مستمر عن سبب ارتدائي للنقاب والقفازات والجوارب واتساع لباسي وظنوا في البداية أنه بسبب تشوه خلقي أعاني منه.

وعندما أقول: لأنني مسلمة.. كانوا يذكرون لي نماذج نساء من مسلمات في نفس المكان ولا يرتدون ما أرتدي.

حتى أن أحدهم قال: إنني أحترم الخليجية التي ترتدي العباءة وغطاء الوجه، والمغربية التي تلبس العباءة البيضاء، والهندية التي تلبس الساري؛ لأنهم يحترمون ويحافظون على هويتهم ولباسهم التقليدي ولا يقلدوننا ليبينوا أنهم منا فلن يكونوا منا مهما فعلوا.

حقا كم تمنيت أن أسجل ما قال وأعرضه على نسائنا وعلى أتباع الغرب ممن تخلوا عن دينهم وهويتهم ليصبحوا ذيولاً للغرب..

المهم عندما غادرت البلد وأنا في طابور المغادرين في المطار وقع نظري على المدققة في الجوازات وهي تغمز لمن حولها بقصد الاستهزاء بي وإضحاك الجميع ولكن أبى الله أن تنجح خطتها وأعانني على ذلك.

عندما وصل بي الدور طلبتْ مني خلع النقاب.

فقلت لها: لم يطلب مني ذلك عند دخولي للبلد والآن وأنا خارجة تطلبون ذلك؟! تعالي معي للمكتب المجاور ولك ما طلبت.

قالت: لا أستطيع ترك مكاني. قلت: إذاً الموظفة التي تتفرج بجانبك.

فقالت: لا تملين علينا عملنا.

قلت: إذاً آسفة لن أخلعه. فردت: إذاً لن تركبي الطائرة. قلت: سأركبها رغماً عنك.

فقالت: هنا ليست بلاد إسلامية هنا أوروبا والحضارة أيتها المتخلفة.

فرددت عليها: إن كنتم تعدون المشي عراة في الشوارع بعد الساعة الثامنة ليلاً وتشبه رجالكم بالنساء وممارسة الفاحشة في الشوارع حضارة فأفتخر بتخلفي.

الذي زاد استغرابي أن أكثر المسافرين على نفس الطائرة من الأمريكان اندمجوا على المناقشة ولم يتحرك أحد للاعتراض فالكل وقف للاستماع يريدون متابعة الموضوع .

فأخذت تصرخ واحمر وجهها ودمعت - أقسم بالله - وقالت: لن تخرجي إن لم تفعلي ما أطلبه منك.

فقلت لهم: لن أخلع نقابي مهما فعلتم.

فرد الضابط آسف إن هذا هو المكان الوحيد للتطبيق وليس لدينا مكان خاص للنساء وهذا قانون ويجب عليك تنفيذه وقد تأخرت الطائرة وأنت تسمعين النداء.

وبعد وقت طويل من الجدال أقسم أنني لم أخرج وجهي بل فقط عيناي .

فختمت الجواز وهي تبكي وترتجف.. واذا بالمسافرين ينظرون بإعجاب وقالت إحداهن: كنت أعتقد أول ما رأيتك أن النساء تلبس هذا اللباس رغماً عنها ولم أعلم أنه عن اقتناع، وإصرارك على ذلك أكبر دليل فبارك الله بك (God bless you) .


إعداد: القسم التربوي.