[*:السنــدس الأخضر:*]

كيف تعالج مريضكـ بالرقية الشرعية

قرأت هذا الكتاب وأعجبني كثيراً لما فيه من قيمة وفائدة لكل مسلم ومسلمة ، وقد ذكر مؤلفه ( فعرضنا هذا الكتاب على الشيخ العلامة الدكتور عبد الله ابن جبرين أطال الله عمره ، فأيدنا وشجعنا ثم عرض على سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز- تغمده الله برحمته- أثناء حياته ووجدت منه كل تأييد وقد قرأه على سماحته مدير مكتبه آنذاك فضيلة الشيخ محمد الموسى – حفظه الله –

القرآن علاج لكل شيء

الأصل في التداوي هو : أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية ، لا كما يزعمه جهلة القراء ، من أن من كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات ، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة !! فمن أين لهم هذا التقسيم ؟ فالقرآن طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ، قال تعالى(( وننزل من القرآن ماهو شفاء )) الاسراء 82
وانظر إلى كلمة شفاء ، ولم يقل دواء، لأنها نتيجة ظاهرة ، أم ا الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي.

علاج القرآن للأمراض ( عضوية أو نفسية )

هناك عدد من الأمراض
العضوية أو النفسية للشيطان دور كبير في استفحالها وذلك لأن له تحكماً في جريان الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم :( أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) فمن ذلك الغضب : وهو أساس لكثير من الأمراض ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أوصني ، قال :
( لا تغضب) وردده مراراً ،وأثره في البدن واضح فالقرحة المعدية والحرقان المصاحب لذلك والقولون العصبي ناتج عن الغضب الشديد والسكر عند بعض الناس ناشئ عن القلق الذي سببه الغضب ، وعدد من الأمراض الباطنية وغيرها من أمراض الرأس من الصداع والجلطة والسكتة الدماغية والشلل المفاجئ وأمراض القلب والذبحة الصدرية وغيرها ،للغضب دور كبير في نشوئها أو تفاقمها وهو أساس كل شر . والغضب من الشيطان ،قال تعالى (( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصبٍ وعذاب )) ص 41
حتى قيل : أن أيوب عليه السلام – أصيب بجميع الأمراض البدنية والنفسية، فقوله ( بنصب وعذاب ) أي [ بتعب وألم لمرضه وعذاب نفسي ونسب ذلك إلى الشيطان لأنه السبب، وتأدباً مع الله]

وقد تمت بحمد الله القراءة على كثير من الأمراض وبخاصة المستعصية منها ، والتي ربما سببها الشيطان مثل :السرطان ، والجلطة ، والربو المزمن ، والشلل الرباعي ، والعقم ، والسكر ، والقلب ، وغيرها وتم الشفاء منها بفضل الله ومنْه ومنها أيضا مرض عدم انتظام الدورة
( الحيض ) عند النساء، سواء بالتأخر أو بالطول دونما سبب معروف ، سببه الجان، وقد سئل رسول الله – عليه الصلاة والسلام – عن ذلك مرتين ، ففي الإجابة الأولى قال : ( ذاك عرق ) وفي الإجابة الثانية عندما سألته حمنة بنت جحش وقالت : كنت أستحاض حيضة شديدة، فقال: أنما هي ركضة من ركضات الشيطان )
فيحاول الشيطان أن يطيل فترة الحيض إما بحجز بعض الدم ثم يسمح بنزوله بعد إنتهاء العدة حتى لاتصلي المرأة ولاتقرأ القرآن ! وإما أن يجرح المكان حتى يوهم المرأة فلا تستطيع أن تميز الدم فتتوقف عن الصلاة.

أما الأمراض النفسية فمنها:
انفصام الشخصية / وهو مرض ذهاني خطير يعالجه الأطباء النفسيون بالحبوب والإبر ، ويقل أن يعود المريض معافى تماماً ، وقد نفع الله كثيراً ممن أصابهم المرض بالرقية الشرعية فرجعوا للصحة والعافية.

الوسوسة / أحد الأمراض التي ربما سببها الجن وهي محاولة لقطع الاتصال بين العبد وخالقه ، تبدأ في الوضؤ وتنتهي في التشكيك في العقيدة

أولاً : الوسواس الفكري وعلاجه: ذكر الله ،وأن لا يلتفت للوساوس بل يخالفها ويستعيذ من الشيطان وينفث عن يساره ويشغل نفسه وفكره بالذكر والعمل النافع.
ثانياً : الوسواس الحسي:( وهو ما يعرف بالوسواس القهري عند علماء النفس ) وهو أشد من الفكري حيث يجد آلاماً متفرقة في جسده. وعلاجه : - إضافة لما سبق – عليه بمعالجته حسياً : بأن يتحرك وينفض عنه الكسل بزيارة الأقارب والاجتماع مع الإخوان وصلة الأرحام والاغتسال بالماء البارد لتنشيط الدورة الدموية وإشاعة روح التفاؤل والابتسام والرضا بقضاء الله وقدره. كما أمر الله تعالى أيوب أن يقوم بفعل حسي حيث قال تعالى (( اركض بِرِجلك هذا مغتسل بارد وشراب ))

الاكتئاب / علاجه المكث في المسجد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فكان إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة . والجن تحاول أن تعزل الإنسان وحده حتى تتحكم فيه ،ولذلك نُهي عن الوحدة في النوم واليقظة والسفر فإذا عجزت الشياطين عنه عزلته عزلةً شعورية ، فلا يحس بوجوده عند الناس ويكثر سرحانه ويتشتت فكره.

كيف كان يعالج شيخ الإسلام ابن تيمية الأمراض العضوية بالقرآن ؟
حينما كتب على صاحب نزيف (( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين )) هود 44 فبرأ بإذن الله.
فانظر إلى عظمة كلام الله وأنها ليست خاصة بالطوفان ، فشبه الشيخ الإنسان بالأرض وهذا بحد ذاته منهج قائم للعلاج القرآني ، فخذ كلمة أرض في القرآن وقس عليها الإنسان : فللأمراض العصبية والروماتيزم اقرأ قوله عز وجل: (( وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت )) الانشقاق 3-5
وللأمراض الصدريه (( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك )) الشرح 1-3
وللأمراض الباطنية (( إذا زُلزلت الأرض زِلزالها )) الزلزلة 1

تنبيه مهم :
لا يفهم مما سبق ترك الأسباب الدوائية ! كالذهاب إلى المستشفيات لتشخيص وعلاج الأمراض عموماً ، لكن الأساس في علاج أي مرض هو القرآن الكريم وما ورد من الأدعية
فالدواء سبب من الأسباب الشفائية ، وقد أشار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث إلى هذا مثل : ( لكل داء دواء فإذا أصاب الدواء الداء بريء بإذن الله عزوجل )

وعن أسامة بن شريك قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا : يارسول الله أنتدواى ؟
قال : ( نعم عباد الله تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، غير داء واحد ، وهو الهرم )

فقوله : ( تداووا ) أي استعملوا الدواء ، ولكن هذا الدواء بحد ذاته لا يشفي إنما هو مجرد سبب فقط.



هذا الموضوع من كتاب

بحوث في النفس الإنسانية وعوارضها

كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية

دراسة شرعية تأصيلية مع قصص واقعية

تأليف د/ عبدالله بن محمد السدحان

أتنمى لكم الاستفادة ..

دعواتكم