[يمامة الوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم


/

عنـدَ البراءة .. وعندَ الحب

عنـدَ المشاكسة الجميلة

والدّفء النـادر .. والدمعة الرقيقة


.



كنتُ أقول ، أريد أن أصبحَ مثلهُم

أفكّر مثلهُم .. وأخرج كما يخرجون

أريـدُ أن أكونَ أطولَ .. وأقـوى

وأن تكونَ كلماتي أحلَـى .. وصوتي أجمَل

كنتُ أرى فيهم كلَّ معـاني الانبهـار

وكلَّ الدّهشـة والإعجاب !



كـانَ قلبي يريد منّي أن أسرع .. !

كنتُ بخيالي أظنّ أنني بقفزة واحدة -سأصِل- وسأعلم كلّ مايعلمون



[ما زلتِ طفلَة]

كم كانَت تلكَ الجملة مصدر ألمي ..

أنـا الّتي عمرها تسع سنين طفلة ؟!؟

أنـا الّتي أعرف أن أمسكَ القلَم

وأن أستخدمَ الألوان ..

وأن أقـصّ الورق دون استخدام مساعدة أحَد

أنـا .. طفلــة ؟؟



" وتنهـال دموعي "

وتتراكَم الأسئلـة والاستفسارات .. { متى سأكبُر ؟

متـَى سترحَل الطّفولة المزعجة عنّي دون عودة ؟

متـى ستعلِن أمّي عن انتهاء صلاحيّة تلك الجملة التي مللتها ؟

متَــى .. متـَى سأقطف الكرزَ مثل جدّي دون الحاجة للتسلّق؟!؟


/



وبَعــد .. بعدَ أن مرّت الأعـوام

لأرى آمالي تتحقّق ..

وأرَى الجملةَ أمامي تتحوّل

أليسَ هذا مطلبي عند الصغر ..

ها هم جميعـاً .. من أبهروا عقلي

وألجموا لساني ..


ها همـ يثبتـون وصولي إلى هدفي



[ لا تتصرّفي كالأطفال ]

[ لم تعودي صغيـرة ]

[ تجاوزتِ سنّ اللعب .. وحان وقتُ العَطــاء ! ]




وبأعلـى صوتٍ أقول .. لا أريـد !

لا أريد أن أكون مع عدّاد الكبـار

أعيـدونـِي طفلـَة .. وخذوا كلّ مالديّ من مؤهّلات الكبـار

أريـد أن أعودَ لدميتي / لألواني

أريـد أن أقطفَ الكـرزَ تسلّقـاً ..

وأن أغسله بيدي الصغيرتيـن .. لأفرحَ بإنجازٍ لا يساوي الدنيا ومافيها

أريد أن أعود .. ببسمتي ودمعتي

بشعري المسدل على ظهري ..

وصوتيَ الذي يُخفي المرح


عنـــدَهـا لن أقولَ متى سأكبـر !

لن أهدرَ دموعي لأجل { دوّامـة الطّموح !

ولأنّ طموح كوني كبيرة لم يتحقّق ..



فقَـط أعيدوني حيثُ أنـا .. هناك .. حيثُ عالم الأطفال والتّلفـاز

{ فقَط }








!!!!!!!!!




- أعلَم أنني أهذي -

وأننّي يوماً لن أَعـود

لكن .. طفلة ما تسكن في أعماقـي !

ثمّـة براءة لا زالت تنبض مع نبضي

لأثبتَ للجميـع ، أننّي لازلتُ طفلَـة

مهمـا كبرتُ وكبرَ عمري !!





بقلم : ح ـمامة الإسلام