[ملح محلى(أم عبدالملك)]

(حديث العقل موضوع ولكن .. حديث القلب متفق عليه)*

وحديثي إليك حديثٌ مقطوعٌ غيرُ واصلِ


نسكن في نفس الحي لا تبعد عنا أكثر من عشر دقائق ولكن..

المستحيل يقيم أبوابه بيننا

لا نداء مسموع غير نداء قلوبنا

أنت في غياب عن أعيننا

وفي حضور دائم في مخيلتنا

...

أشباهك في تقاسيمهم الصغيرة لهم نفس عينيك

روحك في أخلاقهم المتضاربة

هذا يخطف خفة دمك
وهذا سماحتك
وهذا يزينه الحنان مثلك حنون طيب القلب

...

صرتُ أتحاشى ذكرك لما عرفت أنه يفتق الحزن في قلوبهم

وأعزم النسيان عزما
وأتصنع الضحك رسما

أمسح دموعهم وأقول لهم بابا في الجنة إن شاء الله مرتاح أكثر منا

ولكن..

أذني لا تسمع ما يقول فمي

ويدي التي تمسح دموعهم لا تمسح دمعي

وقلبي الذي يعزيهم عن ذكرك لا يَسلِي

...

أعلم أنه قدر الله ولكن الحزن لا يعلم كيف يفارقني؟
ولا الفرح كيف يخاتلني؟

والفراغ الذي تركتنا فيه أكبر من أفواج المعزين

والحب الذي منحتنا يجعل مشاعرهم قاحلة

لقد طرنا معك برهة من الزمان ترفرف بنا جناحان من حنان ثم هويتَ بنا فجأة فتبعثرنا

ها أنا ألملم تفاريقنا

وأتعلم مواجهة الحياة بدونك

أتلقى صفعة العراك مع الحياة بعد أن نمتُ على كفوف الراحة زمانا وردياً

...

بعدك لبست عباءة وخُفيّ رجل
وخبّأتُ رقة قلبي وخشنّتُ صوتي
لبستُ درع الصبر ومحزم الجَلَد

الحديثُ معكَ لا ينقضي .. والحديثُ ذو شجون
وحديثي إليك أبدًا غير ممنــــــــــــــــــــون

ولئن انتهى عهدي بك فعهد قلبي لا تعرفه المنون

سلامٌ عليكَ ما دمت راقدا تحت التراب

ورحمة ربي عليك ورضاً وجنة بلا حســـــــــــاب

التاريخ

اليوم المئة من الحداد

ولو كـــــان الحدادُ عاماً كاملاً
لكـــــان في ذكرى المحب قليلاً
أم عبد الملك