لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
حنين الغرباء
محمد يوسف الجاهوش تأتي إجازة الصيف، لتكون محطة راحة واستجمام من عناء عمل وكدح طوال ما سبقها من شهور العام. والناس - كشأنهم في كل شيء - مذاهب شتى في قضاء هذه الإجازة، فمنهم: من يقضيها في بلده، بين أهله وأصحابه، قانعاً بما أتيح له من وسائل الراحة والهدوء، ومنهم: من يشد الرحال إلى جهات متعددة، كل يَنشُد راحتَه ومتعته بالطريق التي تروقه وترضيه، فيعود المغتربون إلى أوطانهم، ليسعدوا بلقاء الأهل والأحبة، والصحب والخلان، ويجددوا ما انقطع من عهود الوداد، ومجالس الوفاء، وذكريات الطفولة والشباب، فينسون عناء العمل، ومشقة الأسفار، ووطأة الاغتراب، فيرجعون خلقاً آخر لا عهد له بتلك المتاعب والهموم. ومن الغرباء: أناس {أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}، وحُرموا نعمة العودة إلى الأهل والديار، من غير ذنب ارتكبوه، ولا جرم اقترفوه! فهم - لذلك - في غربة دائمة، وهمِّ مقيم، وشوق إلى الأوطان موصول، لا ينقطع ولا ينسى؛ لقد استعصى على الأيام أن تبدله، وتأبَّى على الأحداث أن تغيره، فهو في القلوب محمول وفي الصدور مكنون، سواء - في ذلك - أظعن صاحبه أم أقام، سرَّه الدهر أو جاء بما يسوء. وترى فريقاً منهم - لشدة الشوق والحنين - يشدون الرحال لزيارة الأقطار المجاورة لأوطانهم، يؤملون أن تصلهم نسمة من هوائها، أو نفحة من عبير ورودها وأزهارها، مما لا تستطيع الحدود حجبه، ولا القيود منعه وحبسه.. وصاحبنا (أبو البراء): واحد من هؤلاء الناس الذين لم ينسهم طول البعد، ولا رخاء العيش في المهجر دياراً ولا أهلا، وهذا ما دفعه لقضاء إجازته في قُطر متاخم لمسقط رأسه، ومرتع شبابه، عساه يحقق بعض ما حرمت نفسه من واعد الأحلام وعذب الأمانيِّ! حزم متاعه، واصطحب أسرته في سفر غير قاصد، وانطلق لوجهته، ولما حطت رحاله حيث يمم، قرر السكنى في أقرب موقع من حدود الوطن الحبيب، تحقق له ما أراد، فأقام في بيت ريفي متواضع، لكنه جميل، يقع فوق تلْعة مرتفعة وحوله جنة زهت أشجارها، وعذب ماؤها، وطاب هواؤها، لم يركن إلى الراحة والهدوء، بل كان يسير الساعات - ذوات العدد - بين الأشجار في سهل الأرض وحَزْنها، وفى تِلا عها والوهاد، يتأمل ملكوت الله - عز وجل - ساهماً عما حوله، متوهماً أنه في وطنه ودياره. كان كل شيء يرشح وهمه إلى الحقيقة: طبيعة الأرض، نوع الشجر، برودة الهواء، وجوه الناس، ملابسهم، لهجتهم، أصناف الثمر والخُضَر، أنواع الطيور، طراز البنيان، ينابيع المياه، قطعان الماشية، حُداء الرعاء، غناء الحصادين، أهازيج الأعراس والأفراح، مراسم الدفن والعزاء، أرتال الشباب والشوابِّ غادين إلى الحقول أو رائحين، صور ومناظر، يشاهدها أنىّ سار، وحيثما أقام يسعده مرآها، ويطربه تكرارها لا يسأم من استعادة المشاهد، ولا يملُّ من رجْعِ الحديث. إنه في لذة ونشوة، لم يجد لها مثيلاً منذ أمد بعيد، ولكم تمنى أن يدوم ما توهمه حقيقة ليستكمل لذته ونشوته، ويقنع نفسه أنه قد تخطى الحدود، وحطم القيود، وعاد إلى الربوع التي نمته، والأهلين الذين ولدوه، والصحب الأُلى افتقدوه، وكثيرا ما كان يغمض عينيه ويردد: مُنًى إن تكُنْ حقًّا تكُنْ أجملَ المُنى وإلاّ فقدْ عِشنا بِها زمناً رغْدَا وذات ليلة خرج من صلاة المغرب في المسجد المجاور لمسكنه، وهمّ بالتوجه نحو بيته حيث الأسرة بانتظاره، لتناول العشاء في ضوء القمر، فوق سطح المنزل كما جرت عادتهم منذ وصلوا مصيفهم، لكنه شعر هذه الليلة - وكان القمر بدراً - بدوافع خفية تحثه على السير خارج البنيان والتأمل في سكون الليل الساجي، وضوء القمر الزاهي، واستنشاق نسمات الشمال، وقد وصلت رخية عليلة من جهة الوطن والأحبة. لم يستطع مقاومة خواطره ومشاعره، وانطلق يرقب سير القمر وانعكاس سناه على الصخور والأشجار، والأودية والهضاب، ولحظ تمايل ظلال الأشجار - مداً وجزراً - تبعاً لمداعبات النسيم وجهة هبوبه، فأثار هذا المنظر كوامن ما اختزنت نفسه من عواطف ،وما أجنّ صدرُه من هموم وأفكار، ومضى يدندن بكلام لا تكاد تسمعه أذناه: إن كل شيء متحركٌ ومتغير في هذا الكون: الليل يغشى النهار {يطلبُه حثيثاً}، والقمر قُدِّرت منازله {حتّى عادَ كالعُرجونِ القديمِ، والشمسُ تجريْ لمستقرٍّ لها ذلك تقديرُ العزيز العليمِ}، والنجوم مسخّراتٌ بأمْر الله - عز وجل -، الماء يجري في الأنهار، والموج يتدافع في البحار، والحَبُّ يشقُّ الأرض صاعداً في نماء، الطير في الهواء، والسمك في الماء، وما ذرأ اللهُ - تعالى - من الأناسيِّ، والأنعام والدواب، كله يغدو ويروح، في حركة دائبةٍ منتظمة، تجدد شباب الحياة والأحياء حتى الهواء، فقد أبى مألفَ اتجاهٍ واحد، بل تعددت مهبَّاته وأوقاته، ولولا ذلك لما عرفنا الصَّبا والدَّبُور، ولا الشمأل والجنوب. نعم، إن كل شيء متحرك ومتغير، إلا هَّم قلبي، فإنه جاثم - في الصدر - لا يبرح مقيم بين الجوانح والحشا، لا يتحول، ولا يتبدل، توالت السنون بالبأساء والنعماء، وتعاقبت الأحداث بما سرّ وساء وجد في الأمور أمور، تبدلت - معها - القيم، وتغيرت المفاهيم، وساد الغمر، واضطُهد العليم، توارى رؤوس الناس، وعلت الذُّنابى والفروخ، حصل كل ذلك - وغيره كثير - وما أقاسيه وأمثالي - من معاناة وهموم - ثابت، تزداد وطأته، وتشتد قسوته ولا نُحس له بين هذه المتغيرات بموضع ولا مكان! سرح الرجل مع حديث النفس ونجواها، فلم يشعر بتعب ولا إعياء - رغم طول مسيره - ونسي أن الصِّبْيَةَ وأمهم ينتظرونه على سطح المنزل، لتناول العشاء تحت ضوء القمر. وقادته الخطى إلى تلعة من تلك التلاع المتناثرة في الفضاء الرحب، تسلق صخورها حتى علا قمتها، وجلس فوق صخرة بيضاء ملساء، وحيداً بعيداً عن الناس والبنيان: القمر سميره، والنجوم جيرانه، ونسمات الشمال زادُه وغذاؤه. استقبل جهة الشمال بوجهه، عسى أن يلوح له بارق، أو يبدونْ من معالمها علَم شاهق، ولم لا؟ إنه على مشارف الأوطان، وليس ثمة فاصل، إلا خط وهمي، سمَّوه الحدود! وفعلاً، بدت له أنوار القرى والبلدان، واضحة جلية، يستطيع عدها وحصر ما أدركه بصره منها، بسبب ما بين البلدة وجارتها من مسافة مظلمة، أدهشه المنظر، وكاد ينعقد لسانه، وتمتم مردداً: يا إلهي، تلك قرانا وبلداتنا! يالروعة المآذن! إني أراها متميزة بارتفاعها واختلاف ألوان أنوارها نعم، إنها هي، لقد أصبحت بعيدة على قرب، قريبة على بعد! تصل منها نسمات الشمال رخية عليلة، يحمل هبوبها أنفاس الأحبة، ونشر حديثهم، وصدى مجالسهم، حتى لكأنه رأي عين، وسمع أذن، ومشاركة وجدان. ألا ما أنداك يا رياح الشمال! وما أطيب ريَّاك، فأهلاً بك من زائر حبيب، وافى بأخبار الأحبة وحديث الأوطان على ظمأ وشوق لدى النائي الغريب! خبرينا يا ريح الشمال - وقد اجتزت حوران والآل دونها - ما حال الأحبة على البعاد؟ أما زالوا على عهدنا؟ أم غيرهم النأي بعدنا؟ ما حال مدارج طفولتنا ومراتع شبابنا؟ أما زال خطُّنا بادياً في ثراها؟ أم طمسته الريح فانطمس ودرس؟ كيف الروابي والتلال؟ أما زالت تذكر فتيانها وهم يعانقون الأزهار في سفوحها، ويتسلقون الصخور على قُنَّاتها؟ ويجرون مع الآمال في جنباتها؟ يرسمون المنى والغد المأمول على سوق أشجارها، وينحتون واعد الأحلام في نقيِّ صفاها. كيف الأودية والسهول؟ أما زال الربيع يعتادها، ويلون بساطها بزاهيات الألوان ووشي الجمال؟ ألا سَقْياً لأيامنا بذياك الحمى وتلك الربوع، سقياً لها، ما كان أصفى عيشها وأعذب وردها، وأحنى أهلها! عشنا مرحلتها بشمل جامع، وحظ راتع، العمر زهو، والحياة ربيع، فلكم تتوق نفوسنا لشتائها الممطر، وربيعها المزهر، وصيفها المقمر! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حنين | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 0 | 2009-05-13 8:39 AM |
مع الغرباء تجدني | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 2 | 2009-05-11 12:02 PM |
يا حنين | الابتسام | ❇️ منتدى التواصل والتهنئة والمناسبات وتبادل الآراء وخبرات الأعضاء | 1 | 2007-05-29 8:14 PM |
الغرباء هم -------------- | harun | المنتدى العام | 2 | 2005-06-28 12:24 AM |