[يمامة الوادي]

.. لـ....ـسـ....ـت وحـ....ـدك ..

--------------------------------------------------------------------------------



قد نجسد الحقائق كلمات .. لكننا مهما جسدناها تبقى مختلفة الصورة ..

..............

كان وجه الليل أعمش ..
كان مدلهم اللون .. موحش
له صوتُ عويل ..
و دبابة حربٍ ..
هدمت كل البراغيل ..
و هناك .. فوق تلك الخرابة ..
كانت الأم تبكي ..
لم تعرف شفاها يوماً ..
كيف يكون الضحكِ ..
و بين ذراعيها ..
طفل صغير ..
حافي الأقدام ..
يصرخ .. أماااه .. ::
أين بيتنا الكبير ؟!

.
.
و الأم حيرى ..
و الطفل جائع ..
تمرّ الأيام ..
بلا مأوى ..
و الحظ هائع ..
.
.
.
يتألم الطفل ..يتأوه ..
و الأم :
ولدي ..
ما صنعت الأيام في عينيك ؟!
أتراها قسوة الأيام عليك ؟
بني ..حدثني .
أتبحث عن الحنان ..
قلبي وسامٌ أهديه إليك ..
أتبحث عن الأمان ..؟
إنه بين يديك ..
طفلي ..
بربك
بربك .. لا تمت ..زهرة عمري إليك ..
حياة أمك ملكٌ لديك ...
.
.
تسقط يد الطفل مودعة !! ..
.
.
و الأم المكلومة تبكي ..
و الألم فيها يحكي ..::
أوصاني بأن أبحث له عن الحنان ..
فقلت : بين يديك ..
فقال : الأمان ؟ ..
فقلت : في كنف والديك ..
قال : سرابٌ .. سراب .. أماااه هو حلم أن نعيش لحظة فرحٍ في زمن الأحزان ..
من أين لي باطمئنان .. في عالم ملؤه الحيتان ..
.
.
.


عندها ..
بدأ نور الفجر يسري ..
و ظلمة الليل تذوي ..
و الأم تسير حاملة
الطفل ..
و هي تهذي :
ولدي ..لست وحدك الذي تهاتفت عليه الأيام ؟!
لست وحدك الذي صرت فريسة للثعبان ؟! ..
لست وحدك يا ولدي ...
لست وحدك
.
.
.
و دمتم بخير ..

مليكة الطهر