[غيوم ممطره]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تكنولوجيا “Li-Fi” مستقبل شبكات الاتصال


مركز الخليج

تتيح تقنية شبكة “اللاي فاي” إمكانية الحصول علي الاتصال السريع بشكل آمن عبر الشبكة، وتحويل البيانات، ونقلها بسهولة، وذلك من خلال الإنارة من نوع “Led” بالربط الشبكي، بواسطة كشاف ضوئي، وذلك في ظل تفعيل التجارب الأولية للعمل بتكنولوجيا الجيل الخامس “5G”، التي تساعد علي اتصال المليارات من الأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت، وذلك باستخدام تكنولوجيا “Li-Fi” الجديدة, باعتبارها الجيل القادم بعد الـ “Wi-Fi”.
وهذا يعني أن التقنيات الجديدة والمبتكرة ستكون بالغة الصغر، لدرجة أنه سيتم دمجها ضمن الهاتف، أو الكمبيوتر اللوحي، أو الكمبيوتر، أو جهاز إنترنت الأشياء.

للمزيد عن هذه التقنية وأثرها على قطاع الاتصالات الرقمي، التقت لغة العصر الرئيس التنفيذي لـ “أوليدكوم” بنجامين أزولي- خلال فعاليات معرض جيتكس للتقنية 2017.. إليكم نص الحوار:

حدثنا عن تقنية الـ “Li-Fi” ودورها خلال الفترة المقبلة؟
تعتبر تقنية “اللاي فاي Li-Fi” الجيل القادم من شبكات الاتصال، وستلعب دورًا مهمًا وحيويًا في مستقبل الجيل الخامس “5G” من الشبكات المحمولة. فاليوم تتزاحم الأمواج الراديوية المستخدمة من قبل شبكات “Wi-Fi”، أو الجيل الثالث 3G””، أو الجيل الرابع “4G” من الشبكات الخلوية في كل مكان. ومع انطلاق عالم إنترنت الأشياء، ستنطلق المزيد والمزيد من الأشياء، والعناصر المتصلة بالشبكة (50 مليار جهاز متصل بالشبكة قبل العام 2020)، وبالتالي، سينخفض مستوى أداء الربط الشبكي استنادًا إلى ما سبق.
وتتيح تقنية “اللاي فاي Li-Fi” اليوم، إمكانية الحصول على اتصال سريع وآمن بالشبكة، دون الحاجة لاستخدام الموجة الراديوية، حيث سيقوم جهاز الإنارة من نوع LED بالربط الشبكي بواسطة كشاف ضوئي، وتحويل البيانات الثنائية الخفيفة إلى اتصال بشبكة الإنترنت. وفي المستقبل ستتوفر شبكة “ اللاي فاي Li-Fi” في الشوارع، والمستشفيات، والمدارس، والمنازل، وسيأتي اليوم الذي ستبرز فيه تقنية رائدة تتيح للشخص القدرة على الاتصال مباشرةً مع الجهاز دون استخدام كاشف ضوئي.

هل هناك تحديات تواجه هذه التقنية؟
نعم، من هذه التحديات، أنه ليس بالإمكان استخدام شبكة الإنترنت دون وجود مصدر للضوء، وهو ما يحد مساحات وحالات استخدام شبكة “Li-Fi”، وبما أن الشبكة تستعين بأشعة الضوء المرئية، وهذه الأشعة لا يمكنها اختراق الجدران، فإن نطاق هذه الإشارة سيكون محدودًا بالحواجز المادية. كما أن مصادر الإنارة الأخرى قد تتداخل مع هذه الإشارة. ومن أكبر العيوب المحتملة لهذه التقنية هو اعتراض إشاراتها في الهواء الطلق.

كيف تتم المقارنة بين شبكتي Li-Fi”” و”Wi-Fi”؟
تقوم شبكة “Li-Fi” بنقل البيانات بواسطة أشعة الضوء، وذلك بمساعدة مصابيح من نوع “LED”، في حين تعمل شبكات “Wi-Fi” على نقل البيانات بواسطة الأمواج الراديوية، وذلك بمساعدة جهاز التوجيه (الراوتر) الخاص Wi-Fi. وعوضًا عن استخدام أجهزة المودم “Wi-Fi”، تستعين تقنية “Li-Fi” بجهاز بث واستقبال مدمج ضمن المصابيح من نوع LED””، التي بإمكانها إنارة الغرفة، ونقل واستقبال البيانات في آنٍ واحد. وتعتبر شبكة “”Wi-Fi خيارًا جيدًا لتغطية مساحات واسعة لاسلكيًا ضمن المبنى، في حين تشكل شبكة “Li-Fi” الخيار المثالي لتغطية عمليات نقل البيانات عالية الكثافة ضمن منطقة محصورة، مع الحد من مشاكل تداخل الأمواج الراديوية.
كما أن شبكة “اللاي فاي” توفر مستوى أمنيًا أعلى، وذلك لكون أشعة الضوء يتم حجبها بواسطة الجدران، وبالتالي، ستصبح عملية نقل البيانات أكثر أمنًا، لكن مع شبكة “Wi-Fi” لا يمكن حجب الإشارة بواسطة الجدران، وبالتالي، سنضطر إلى استخدام تقنيات من أجل تحقيق عملية نقل آمنة للبيانات، وتستخدم شبكة “Li-Fi” من أجل تبادل البيانات بسرعات عالية، وبمستوى أمني غير مسبوق، وباستهلاك كمية من الطاقة أقل بكثير مما تستهلكه شبكة “”Wi-Fi.

كيف تقوم التقنية Li-Fi”” بالحماية عبر الاتصال بشبكة الإنترنت؟
توفر شبكة “Li-Fi” اتصالًا آمنًا ومحميًا بشبكة الإنترنت، ومن خصائصه الأمنية التي تستند إلى استثماره لأشعة الضوء، عوضًا عن الأمواج الراديوية، أنه بالإمكان احتواء الشبكة بدرجة أكثر سهولة، فالضوء لا يستطيع عبور الجدران، على عكس أمواج شبكة “”Wi-Fi. ولا يتم الاتصال بالشبكة إلا في نطاق مصدر الإنارة (نطاق الضوء المرئي وغير المرئي)، وبالتالي، يصبح بالإمكان توجيه الضوء نحو مناطق معينة ضمن المكتب، وهو يتيح لنا إمكانية إنشاء مناطق مخصصة ضمن الشبكة في مساحات المكاتب المفتوحة.

ما هي فوائد تقنية الـ””Li-Fi فى قطاع الاتصالات ومدى تأثيرها على الاقتصاد الرقمي؟
من فوائد التقنية الجديدة أنها فعالة بدرجة كبيرة، فهي اقتصادية وموفرة في استهلاك الطاقة، وذلك لكون المنازل والمكاتب مجهزة بالفعل بمصابيح من نوع “LED” لأغراض الإنارة، وبالإمكان استثمار مصدر الإنارة ذاته من أجل نقل البيانات. وأينما وجد مصدر الإنارة، ستتواجد شبكة الإنترنت، هذا وتستخدم مصابيح الإنارة في كل مكان، في المنازل، والمكاتب، والمتاجر، ومراكز التسوق، والطائرات، وهو ما يعني أن نقل البيانات بسرعات عالية سيتاح في كل مكان، بالإضافة إلى أن “أوليدكوم” هي الشركة الوحيدة القادرة على تقديم خدمات الربط الشبكي “Li-Fi” من خلال أشعة الضوء غير المرئية.
أما الميزة الجوهرية والرئيسية لشبكة “اللاي فاي” فتتمثل في الأمن، فأشعة الضوء لا تستطيع العبور واجتياز البنى الداكنة المصمتة، حيث تتوفر شبكة “Li-Fi” فقط للمستخدمين داخل الغرفة، ولا يمكن اختراقها من قبل المستخدمين المتواجدين في غرف أو مبانٍ أخرى.
وتعد شبكة “Li-Fi” من التقنيات التي من شأنها التأثير على عدد كبير من الصناعات، حيث بإمكانها فتح الباب واسعًا أمام استثمار تقنية إنترنت الأشياء، ودفع عجلة تطبيقات الجيل الرابع من الصناعة، وتمكين ممارسات “الضوء كخدمة” (LaaS) على مستوى صناعة أجهزة الإنارة، والمساهمة في توسيع نطاق الربط الشبكي مع الجيل “5G” والجيل “6G” من الشبكات المحمولة، وتمكين أنظمة النقل الذكية الجديدة، وتعزيز أمن وسلامة الطرق عندما يتم طرح المزيد والمزيد من السيارات بدون سائق، وإنشاء شبكات لاسلكية جديدة وآمنة، وتمكين طرق جديدة لمراقبة الحالة الصحية للمجتمعات ورفع معدل أعمارها، وتقديم حلول جديدة لسد الهوة الرقمية.

ما هي إستراتيجيتكم في مجال البحث والتطوير في الكشف عن التقنية الجديدة؟
انطلقت “أوليدكوم” خلال عام 2005، ضمن أروقة مختبر جامعي، حيث أمضى “د. سوات توبسو”، رئيس “أوليدكوم”، ومبتكر هذه التقنية الرائدة، أكثر من 10 سنوات في أعمال البحث والتطوير الدقيق من أجل الخروج بالتقنية إلى أرض الواقع. ويعمل مهندسون وأطباء وعلماء متخصصون وموهوبون يوميًا على ربط وتشغيل هذه التقنية في العديد من المواقع. كما أنهم يعملون للكشف عن كل عنصر من خلال إخضاعه للاختبار والأبحاث، وعندما يجتاز هذا المفهوم هذه المرحلة، نقوم بتطويره واختباره وتصنيعه.

*********************
كتبه/مصطفى الدمرداش.