[غيوم ممطره]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اضطراب تشوه الجسم


اضطراب تشوه الجسم هو نوع من المرض النفسي المزمن، حيث لا يمكنك التوقف عن التفكير في وجود عيب في مظهرك، وهو عيب إما بسيط أو غير حقيقي (متوَهم). ولكن بالنسبة لك، فإن مظهرك يبدو مخجلاً جدًا، حتى إنك لا تريد أن يراك أحد، فما هي أسباب هذا الاضطراب؟ وما هي العوامل التي تجعل البعض عرضة لهذا الاضطراب أكثر من غيرهم؟

* الأسباب
من غير المعروف تحديدًا ما الذي يسبّب اضطراب تشوه الجسم، فمثل العديد من الأمراض النفسية الأخرى، قد يحدث اضطراب تشوه الجسم بسبب مجموعة من الأسباب، مثل:

- شذوذ الدماغ
إن وجود شذوذ في بنية الدماغ أو كيمياء الأعصاب يلعب دورًا في الإصابة باضطراب تشوه الجسم.

- الجينات
تشير بعض الدراسات إلى أن اضطراب تشوه الجسم يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لهم أفراد في عائلتهم البيولوجية (أقارب الدم) مصابون بنفس الحالة المرضية، مما يشير إلى احتمالية وجود جين واحد على الأقل مرتبط بهذا الاضطراب.

- البيئة
قد تسهم البيئة وتجارب الحياة والثقافة في الإصابة باضطراب تشوه الجسم، خاصة إذا كانت تنطوي على تجارب سلبية متعلقة بجسمك أو الصورة الذاتية.

* عوامل الخطورة
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق للإصابة باضطراب تشوه الجسم، إلا أن هناك عوامل معينة يبدو أنها تزيد من مخاطر الإصابة بهذه الحالة المرضية أو التسبب في الإصابة بها؛ ومن بينها:
=وجود أقارب مقربين (أقارب الدم) مصابين باضطراب تشوه الجسم.
=تجارب الحياة السلبية، مثل التعرض لمضايقات في الطفولة.
=السمات الشخصية، مثل انخفاض تقدير الذات.
=الضغوط الاجتماعية أو توقعات الجمال.
=المعاناة من اضطراب نفسي آخر، مثل القلق أو الاكتئاب.

عادة ما يبدأ اضطراب تشوه الجسم في مرحلة المراهقة، وهو يؤثر على الذكور والإناث.

* متى ينبغي زيارة الطبيب؟
قد يمنعك الخجل والحرج بشأن مظهرك من السعي لعلاج اضطراب تشوه الجسم. ولكن، إذا كنت تشعر بأي علامات أو أعراض لاضطراب تشوه الجسم، فحدد موعدًا لزيارة الطبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية أو اختصاصي صحي آخر. عادة لا يتحسن اضطراب تشوه الجسم من تلقاء نفسه؛ وإذا لم يُعالج، فقد يزداد الأمر سوءًا بمرور الوقت ويؤدي إلى التفكير في أفكار وسلوكيات انتحارية.

* التحضير لزيارة الطبيب
بالرغم من أنك قد تبدأ بالتحدث مع أحد مقدمي الرعاية الصحية عن مخاوفك، إلا أنه من المرجح أن تتم إحالتك إلى أحد مقدمي خدمات الصحة النفسية، مثل طبيب نفسي أو اختصاصي في الطب النفسي، للتقييم وتلقي العلاج.

قد تعزز مشاركتك بشكل فعال في العناية بنفسك من السيطرة على الحالة المرضية التي تعاني منها. فكّر بشأن احتياجاتك وأهدافك من تلقي العلاج. وأيضًا، قم بإعداد قائمة بالأسئلة التي ستطرحها على الطبيب، مثل:
=لماذا لا يمكنني التعافي من اضطراب تشوه الجسم من تلقاء نفسي؟
=كيف تعالج اضطراب تشوه الجسم؟
=هل يساعدني العلاج النفسي؟
=هل ثمّة أدوية يمكن أن تساعدني؟
=كم سيستغرق العلاج؟
=ما الذي يمكنني فعله لمساعدة نفسي؟
=هل هناك نشرات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي؟
=هل ثمة مواقع إلكترونية تنصح بزيارتها؟
=لا تتردد في طرح أسئلة إضافية خلال زيارتك.

* ما تتوقعه من الطبيب
من المحتمل أن يطرح عليك الطبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية عددًا من الأسئلة المتعلقة بحالتك المزاجية وأفكارك وسلوكياتك وكيف ترى مظهرك. وقد تتضمن هذه الأسئلة ما يلي:
=هل تشعر بالقلق بشأن مظهرك؟
=متى بدأت في الشعور بالقلق بشأن مظهرك أول مرة؟
=كيف تأثرت حياتك اليومية بالأعراض التي تشعر بها؟
=ما مقدار الوقت الذي تقضيه يوميًا في التفكير بشأن مظهرك؟
=ما العلاجات الأخرى، إن وجدت، التي خضعت لها؟
=ما العمليات التجميلية، إن وجدت، التي خضعت لها؟
=ما الذي حاولت فعله بنفسك للشعور بتحسن أو للسيطرة على الأعراض؟
=ما الأمور التي تجعل حالتك تتفاقم؟
=هل سبق أن علق أصدقاؤك أو أسرتك على حالتك المزاجية أو سلوكك؟
=هل لديك أي أقارب سبق تشخيص إصابتهم بمرض نفسي؟
=ما النتيجة التي ترجوها من العلاج؟
=ما الأدوية أو الأعشاب أو المكملات الغذائية التي تتناولها؟


*اختبارات ومعايير تشخيصية لاضطراب تشوّه الجسم
عندما تكون مصابًا باضطراب تشوه الجسم، فإنك تصبح مهووسًا بشدة بمظهرك وصورة جسمك، وغالبًا لعدة ساعات في اليوم. وتسبب لك هذه العيوب المفترضة ضيقًا كبيرًا، كما تؤثر وساوسك على قدرتك على أداء وظائفك في حياتك اليومية، فما هي الاختبارات التي سيجريها الطبيب لتشخيص حالتك؟ وما هي المعايير التشخيصية؟

* الاختبارات والتشخيص
إذا كان الطبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية يرى أنك مصاب باضطراب تشوه الجسم أو مرض نفسي آخر، فعادة ما يقوم بإجراء سلسلة من الاختبارات والفحوصات الطبية والنفسية للمساعدة في تحديد التشخيص بدقة.
وتشمل هذه الفحوصات والاختبارات عامةً ما يلي:

- الفحص البدني
يمكن أن يساعد هذا الفحص في توضيح المشكلات الأخرى التي قد تكون مرتبطة بالأعراض التي تعاني منها.

- الاختبارات المعملية
قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات معملية، ويتوقف ذلك على الصحة العامة أو غيرها من المشكلات المرتبطة بالأعراض التي تعاني منها.

- التقييم النفسي
سيتحدث معك الطبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية بشأن الأعراض التي تعاني منها وأفكارك ومشاعرك وأنماط سلوكك. كما يمكنك مناقشة أي أفكار قد تراودك بشأن إلحاق الأذى بالنفس.

* التحديد الدقيق للحالة المرضية التي تعاني منها
قد يصعب تشخيص اضطراب تشوه الجسم، لأنه قد يكون مشابهًا لحالات مرضية نفسية أخرى أو يتداخل معها، مثل اضطراب الأكل أو اضطراب الوسواس القهري. وأيضًا، قد تشعر بالحرج الشديد في ما يتعلق بمظهرك، مما يجعلك تتجنب طلب المساعدة الطبية أو لا تكشف عن مشاعرك الحقيقية للأطباء أو حتى لا تدرك أن صورة جسمك مشوهة. ويمكن أن يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد للحصول على تشخيص دقيق بحيث تتمكن من تلقي العلاج المناسب.

* المعايير التشخيصية للإصابة باضطراب تشوه الجسم
لكي يشخِّص الطبيب مرض اضطراب تشوه الجسم، يجب أن تستوفي معايير الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM). ويُنشر هذا الدليل بواسطة الجمعية الأميركية للطب النفسي ويستخدمه مقدمو خدمات الصحة النفسية لتشخيص الأمراض النفسية كما تستخدمه شركات التأمين لدفع النفقات نظير العلاج.

*تتضمن معايير الأعراض المطلوبة لتشخيص الحالة بالإصابة باضطراب تشوه الجسم ما يلي:
=الهوس الشديد بعيب مختلق أو عيب صغير في مظهرك.
=الهوس الشديد بمظهرك لدرجة تسبب لك الإزعاج الشديد أو مشكلات في حياتك الاجتماعية أو العمل أو المدرسة أو غيرها من مجالات العمل.
______________________________
لــ فريق/مايو كلينك.