[Amnmn]

المقصود بالآيه الكريمه هو أمرُ من الله تعالى لمن جمعتهم أقدس العلاقات الإنسانيه وأعمقها وهى الزواج بألا ينسيهم الطلاق وهم فى غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال ما كان بينهما من سابقِِ معاملةٍ وعشرةٍ حوت الكثير من الفضل ومواقف المودة والرحمة والسكن وعديدٍٍ من وقفات الوفاء والجوانب المشرقة والنسيان هنا ليس بمعناه المعروف حيث أنه لا يسع الإنسان ألا ينسى وإنما يعنى الإهمال وقلة الإعتناء وذلك ترغيباً فى العفو الذى فيه مرضاة الله تعالى فالعفو يحيل العدو صديقاً ويقرب البعيد ، ومن يقدمه يوماً يتلقاه يوماً آخر فالذى يعفو لا يلبث أن يصدر منه ما يستوجب أن يُعامل بالمثل إذا تعارف الناس على عدم إهمال الفضل بينهم ...
وحين نتدبر هذه الآيه نجد من الرائع تطبيق هذه القاعده مع كل من تجمعنا بهم رابطة ... أنا شخصياً حين أطبقها فى حياتى فأنا لا أنسى أى علاقة من علاقاتى فى نطاق الأهل ، الأقرباء ، الجيران والصديقات فلا أسمح أبداً لبعد المسافه الزمنيه أو المكانيه أن تجعلنى أهمل الفضل بيننا فى مختلف المواقف والظروف التى جمعتنا ، أيضاً لا أسمح بأى خطأ بدر من أحد تجاهى بتكدير صفو العلاقات بيننا وأحاول التماس البضع وسبعون عذراً التى أوصانا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ... وأيضاً بالنسبة لصديقاتى فإن الفضل بيننا يمتد ليشمل نطاق الأسرة وليست صديقتى فحسب وإنما أكرم أيضاً أسرتها لخاطرها فمن باب الفضل بيننا أن أقوم مقامها فى أسرتها حين غيابها وذلك فى حدود مقدرتى كالمساعده مثلاً فى المناسبات المختلفه بالإعداد والتحضير وما إلى ذلك وحتى فى وجودها فالمساعده تكون واجبه ...
ليس ذلك فحسب بل العلاقات السابقه فى حياتى أيضاً لا أهملها كزميلات الدراسه ، معلمىّ بالمراحل التعليميه المختلفه وزميلات العمل السابقات فيُرد الفضل السابق بيننا إليهم أو إلى ذويهم فى المواقف والمصادفات التى تستدعى ذلك وأيضاً فى حدود مقدرتى ...
أما ما أفضل أن أسلكه بشكلٍ خاص هو حينما أتعرضُ لموقفٍ غير مستحب ويتدخل أحد الأخوه الغرباء لتقديم يد المساعده من باب الأخوةِ وطمعاً فى الأجر من الله فأنا لا أعود لمنزلى ذلك اليوم إلا وقد ساهمت فى صدقةٍ جاريةٍ بإحدى الجمعيات الخيرية أو صدقة لمحتاج بالشارع وأطلب من الله أجرها لهذا الشخص ليس ذلك فقط وإنما لا أنساه فى صلواتى وأدعو له كثيراً بأن يُرد له فضله معى فى أى امرأةٍ فى كنفه كأمه أو أخته أو زوجته أو ابنته وأن يجعله الله فى ميزان حسناته ...
يا الله ما أعظم هذه الآيه لو تدبرناها جيداً وطبقناها فى جميع جوانب حياتنا ...