[يمامة الوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

..

دخلت أختكم حمامة الاسلام إلى مدرسة يقال أنها اسلامية

ومعدل حمامة بفضل الله عالي ..

لكنها طردت من المدرسة..!!


مع أنها أبدت إهتماما كبيراً بحبها للدعوة في تلك المدرسة التي تسمى ((العمرية))



لماذا طردت؟؟؟


لأنها ترتدي الحجاب الكامل وتغطي على وجهها .. وعمرها 13 سنة

لأنها تلبس الأسود من نفسها وبقناعة شخصية وهو لون مرعب كما يزعمون..!!


بدل أن يبقوها لتشد من عزيمة البنات..


فعادت عندها إلى مدرستها التي هي أولى بها .. مدرستها التي تحبها ((دار الأرقم))



وهي حزينة لما حصل لها...


لكن ...

كل شيء إلا حجابي..



عندها كتبت أمي هذه المقالة التي تشرح فيها تلك المأساة التي عاشتها ابنتها حمامة الاسلام في يومين فقط..!!

وما أذكرها إلا لأبين أن ما قاله صلى الله عليه وسلم

((سيعود الإسلام غريباً كما كان))

صحيح صحيح..


وطبعاً سأبقى أحث الخطى رغم أنفهم...وأتابع دعوتي لأنها سر بهجتي

وإليكن المقالة..

...

قالوا عنها....
العُمريّة




قالوا عنها أنّهامدرسة عريقة تحترم الطالب وتمدّه بوسائل تعليميّة حديثة وبجديّة المثابرة والاهتمام




قالوا عنها أنها مدرسة ،لا ..بل مدارس إسلاميّة تعتقد الدّين الحنيف الذي يحترم الرّغبات والحريّات الشخصيّة ،وأهم من هذا كله..الذي يحترم الإنسان بإنسانيته وشفافيته وإسلاميّته المقدسة



قالوا عنها أنها ..العمريّة
أنها تنهج منهج عمربن الخطاب الخليفة العادل الذي لم يُهمل سائل ولم يطرد مسؤول


قالوا عنها...لا تبحثوا ولا تلهثوا الا الى العمريّة

لأنها القدوة..لأنها الأساس..لأنها فخر التعليم في المملكة الأردنية الهاشميّة


سمعنا ما قالوا وهممنا لتسجيل أبنائنا الأربع
وهمَّ صرحُ بيتنا المتواضع للملمة الدنانير من ما آل اليه المآل ليضعها في أيادِ أمينة تحافظ على أكباده الأربع..ابنتاه الصالحتان ،قرة عينه
وابنيه الصغيران فلذة عمره..


هكذا حال الآباء في هذه البلاد ، بلد الدينار الأردني،ينفقون الآلاف من أجل التعليم وحوافز التعليم مقابل جرعات زهيدة من الإخلاص
والإتقان للعمل.

وبدأ العام الدّراسي بالبهجة والسرور،اجتهدت الأم للإنتقال لمسكنٍ جديد بالقرب من المدارس المزعومة بالعمريّة حتى توفِّر من رسوم المواصلات التي لا ترحم لا حي ولا ميت في هذه الأرجاء


ذهب الأولاد برفقة والديهم الى المدرسة طبعاً طلبات وأوامر لاتنتهي..نريد زي..نريد كتب دفاتر.. لوازم..الخ الخ......

حتى تتعلّم يجب أن لايبقى في جيبك ولاقرش وعلى قول الأردنيين(ولا شلن)

حتى لا تكن متخلف..حتى لا تكن رجعي..أو خَرف..يجب أن تبقى بلا مال..ولا حتىأقل المال


وهكذا جرت الليالي الثّقيلة على كاهل الوالدين الغريبين في هذه البلاد التي أمست غريبة حتى على أهلها

وتدفّقت عليهم الطلبات والأب لايقول الا حاضر والأم لا تقول الا حاضرة..
الى أن تفاجأت الأم بطرد ابنتيها الحبيبتين من مدارس البنات !!والسبب بسيط للغاية..
عدم الالتزام باللباس المدرسي..
غريب!!!
ألم أشتري لكنَّ اللباس المطلوب؟؟سألت الأم

يريدون اللون الزيتي!!عجباً ألا ترتدين الجلباب الزيتي ياابنتي في أثناء الدّوام؟؟

أجابت الابنة الكبرى:نعم يا أمي لكن المعلمة تريد أن نرتدي خماراً أبيضاً ..فالمدرسة تحارب اللون الأسود..وهي تمنعه عن المدرِّسات والمشرفات فمابالك بالطالبات!!!



الأم: ماذا؟؟ياله من سبب غريب !!
وما سبب تدخّل إدارة المدرسة بلون الحجاب أو الخماروالنِّقاب..إنَّ اللّون الأسود في الدِّين الإسلامي له احترامه وهيبته وحسمته وقدره ،ألا تعلم هذه المعلمة أنّكنَّ تتشبَّهنَ بنساء الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وببناته وزوجات الصحابة الكرام والخلفاء الراشدين

ألستنَّ في مدارس العمريّة المنسوبة للخليفة الزاهد الراشديّ سيدنا عمربن الخطاب..
ألا تعلم أنها في بلد إسلامي يحكم بشرع الله تعالى؟؟؟

الإبنة:والله ياماما ناقشتها كثيراً حتى مللت ، قلتُ لها..إنَّ الفتيات لهُنَّ حريتهنَّ الكاملة في تصفيف شعورهنَّ؛هذه تربط شعرها وأخرى تُسدله ولا أحد يوجِّه لها أدنى كلمة فلماذا لا تدع الأمر بأريحيته..لقد اعتدتُ على ارتداء خماري ونقابي بلونه الأسود وهذه رغبة شخصية عندي ولا يجبرني عليها أحد..فالحجاب بالنسبة لي عبادة وليس بعادة أو تقليد..ألا يعتبرون أهل الموضة والأزياء اللون الأسود من الألوان الرّاقية حتى يتفنَّنون به !!..سبحان الله لماذا يُقبل من أهل الأناقة والشياكة ويُرفض من المسلمة الملتزمة المحتشمة؟؟؟

ثمَّ إني في مدارس العمريّة الّتي تنهج النّهج العُمري الذي لم يكن يظلم أحد ولم يكن يُجبر أحداً على أمر لا يخالف فيه كتاب الله تعالى وسنّة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام

لم توافق المشرفة على كلام ابنتي الكبرى ، بينما الصغرى فضّلت الإنسحاب الهادئ فاستسلمت بأسرع مما كنتُ أتوقع وطلبت مني أن أعيدها إلى مدرستها السابقة رغم كل المساوئ التي كانت تعاني منها في العام السابق

...
عادت الإبنة الكبرى مُحبطة ،لا تسمع منها إلا سؤالاً واحداً..سُرعان ما أعادته على مسمعنا مئات بل آلاف المرّات..
لماذا ؟؟لماذا؟؟

عاودت الأم الحزينة محاولتها مع المديرة ومساعدتها اللّتان رفضتا النِّقاش بهذا الأمر..

قالت الأم :انّك لم تخبريني أن الخمار الأسود ممنوع في هذه المد
رسة !!ألم تشاهدي ابنتي قبل أن أسجِّلها ؟؟ألم تتعرَّفي عليها؟؟لماذا لم تخبريني ؟؟ثمَّ ماالذنب في ارتدائها للخمار الأسود..إنَّ المدرسة مفتوحة وليست معزولة عن الرجال أو مستقلّة عنهم..ثمّ إنّ الصف التوجيهي العلمي للبنات أغلب معلِّميه من الرِّجال، فماالمانع من الحيطة ؟أهذا جزاء مَن يتورَّع عن الحرام في هذا الزّمان الذي عاد به الإسلام غريباً كما جاء..أليس من الأولى تكريم بناتي لالتزامهنَّ بالحجاب الشرعي بالإضافة لتفوقهنَّ العلمي والدِّراسي..أم تريدي أن تبفى المرأة الملتزمة بعيدة عن العلم والتعلم...

رُفضت الأم كما رُفضت بناتها سابقاً...شعرت أنها في نشرة أخبار ..تُذيعها ولا أحد يسمعهاأو ينصت أو يهتم..فاتجهت الى مدير المدارس الأستاذ المحترم....وقد شعَّ أمامها بصيص من النُّور؛ولكن للأسف لم يكن استقباله لها بأفضل بالأحرى لم تُستقبل أصلاً،لأنَّ المدير مشغول بمصالح الطّلاب وحقوقهم!!
أُهملت،وطُلب منها الانتظار وياله من انتظار...لم تُقدَّر ولم تُعزَّز!!ولِمَ؟؟؟؟وهي الأم الصابرة المحتسبة التي جهدت في تربية أبناءها الخمس خير تربية..كيف لا تُهان وهي التي جعلت مالها وزينتها وعمرها وحياتها أبنائها..كيف؟ وهي التي جاءت سائلة عن رأسمالها في الحياة بمَ تعثَّر ؟؟؟

آآآآآآه لقد تذكّرت الأم المسكينة ابنها الرَّضيع ،لقد تركته في المنزل أتراه يبكي الآن ...ولكن لا جدوى يجب أن أنتظر !!
ان شاء الله تعالى سيصلني هذا المدير المخلص لعمله لحاجتي فيقضيها لي ..
سبحان الله ..ما أمر الإنتظار!!ولكن لمَ الدَّهشة ،ألم نعتاد على ذلك ..في العاصمة عمَّان أي أمر نريده أوحتى نُفكِّر أن نسعى لنيله عليناأن ننتظر الساعات الطوال والطوال.....


رفض المدير مقابلة الأم المسكينة

انتهر السكرتير المسؤول عن أعماله الهامة بوجهها وقال لها اذهبي لمديرة المدارس الخاصة بالبنات...
آه
يالها من دوامة ولكن مَن يهتم..طبعاًأهو مَن أنفق على بناتي ؟؟أهوَ من اشترى كتبهنَّولوازمهنَّ؟؟أهوَ مَن ومَن ومَن.........لا والله...

انتظرت الأم ومازالت تتأمَّل خيراً وطال الانتظار..إلى ان يئس المدير من خروجها فأذن لها وياليته لم يأذن !!
كان الاستقبال توبيخ وذم وكان الحديث زجر وتقريع، لم يفهم شيء من وجع الأم وألمها ..عادي..ولماذا يفهم؟ألا يكفيه هذا الكرسي الفخم الذي يجلس عليه ؟؟!!
بلى والله يكفيه في الدنيا فقط ..أما في الآخرة..يوم القيامة فلا كراسي ولامناصب ...كلنا عبيدلله تعالى..

خرجت الأم باكية تدعو الرحمن أن يرحمها ويرحم بناتها من أشواك المجتمع الضّارة التي نصَّبت نفسها منافع للناس ومنارة علمٍ ونور.....
وعادت الى منزلهالتخبر ما حدث معها لصرح البيت ، صرح الأسرة

..
ضجَّ الزَّوج غاضباً..ولكن مالفائدة
!!
ادفن ألمك في التراب قبل أن تُدفن
ولا تَدع لدمعكَ أن يصدح

اركع لخالق الحياة خوفا
ولا تركع لمَن لا يَهابُ المدفن
ولا تدع أحداًأن يحزن

اسحب اسمك من عالمك صمتاً
ولا تسحب من يهوى المَهرب
ولا تدع أحداً أن يسمع


هكذا باتت الحياة
وهكذا باتت المدارس في المملكة الأردنيّة الهاشميّة

بقلم:الأم الحزينة

.................



((وطبعاً طردت أنا وأختي الصغرى أيضاً..))

وعوضنا الله خيراً..

بمدرستنا الحبيبة التي قضينا فيها سابق عهدنا واستقبلتنا بكل محبة ورقة ((دار الأررقم))




لأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه..