[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

وردت كثير من النصوص التي ترغب وتحث على الصلاة والسلام على نبينا محمد، وما من شك انها من أعظم ما يتقرب به لله عز وجل.

فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأعمال، والإكثار منها سبب لحصول الخيرات وجلب البركات ودفع الشرور، ويدل لذلك حديث أبي، ونصه: (....... أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

وهذا الحديث المذكور آنفا ذو دلالة عجيبة يغفل عنها؛ فإن أبيا لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث ورد عليه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الرد، دل على مشروعية الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وتأملوا ما ترتب على ذلك من خير كثير.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: قال أبىّ : قلت : يا رسول الله، إنى أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى ؟ قال : " ما شئت " قلت : الربع ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : النصف ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : الثلثين ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟ قال : إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك. وفى لفظ : إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك.
وهنا يحق لنا التساؤل، فكم يا ترى منا من يحافظ على ذلك؟ فلنجتهد في تحقيق ذلك، فإن أفضل ما يدعى به للنبي صلى الله عليه وسلم هو الصلاة عليه، فإنها طلب من الله تعالى أن يثني عليه في الملأ الأعلى، وهي التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم وعليها وعدنا الأجر والثواب والجزاء العظيم.

اللهم صل على محمد وعلى وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم اشرح بها صدورنا واغفر بها ذنوبنا وبارك لنا بها في دورنا وفي رزقنا ووأصلح ذرارينا، اللهم واجعل ثوابها وثواب من يتأسى بنا، لنا ووالدينا وداعمينا وداعماتنا ومشتركينا ومشتركاتنا وزوارنا وزائراتنا.
قولوا آمين.................................!