[يمامة الوادي]

( امنحني تجربتك ) ..تجربة فنانة معتزلة


بعد ( 15 ) سنة من الغناء ، وبعد أن نالت شهرة ونجومية كبيرة ،
أعتزلت حنان " البنت الشقية " كما كانوا يسمونها ..
والتي دابت على إظهار الجرأة في اختيار أزيائها أمام عدسات المصورين ..
واعتزال حنان جاء بلا أزمة ، بلا تردد ، بلا مشاورات ..
في صباح يوم جمعة جميل ، دخلت غرفتها وخرجت بالحجاب !!

كان هذا جزء من مقدمة لحوار طويل مع هذه الفنانة المعتزلة ..

وخلاصة ذلك الحوار نسوقه في هذه الفقرات المقتطعة ( من أقوالها )..

= = =

__ فكرة الاعتزال كانت تراودني منذ قترة تزيد على ثلاث سنوات ،
وبدأت أثناء ذلك في اعتزال السهر والجو المفتوح .. وأفضل الإقامة مع أسرتي ....

__ بدأت أطلع على أمور ديني ، واسأل واستشير وأقرأ ....
وكنت أشعر أن شيئا ما يجذبني أكثر كلما تقربت وزدت في الطاعة ....

__ مكثت فترة صراع ، كانت تزعجني فيها السهرات والنظرات ،
ويؤرقني كل شيء ، ولا أطيق البقاء في هذه الأجواء .. ..

_ كنت اسأل نفسي : لماذا أنا غير سعيدة ؟ ما معنى النجاح بدون سعادة حقيقية ؟

__ كنت أسأل نفسي كثيراً : اين قوة شخصيتي ، ألا أملك تحديد هدفي ، وتعديل مساري ....

__ فتحت المصحف يوما وقرأت مباشرة قول الله تعالى :
( فإذا عزمت فتوكل على الله )
بعدها لم أكن بحاجة ابداً لتأجيل قرار الاعتزال والحجاب معاً .....

__ زوجي ووالدتي وصديقاتي المقربات كلهم اسعدهم قراري ، وكذلك أولادي ..
أما البعض الآخر فد اندهشوا ...دهشوا أن قراري جاء ومباهج الدنيا بين يدي .!!

__ لقد تغيرت نظرتي للحياة بشكل عام ؟؟
كل الأشياء والمعاني أصبح لها مذاق جديد في مشاعري ..
أصبحت أنظر إلى الدنيا بمنظار جديد ورائع ..

__ كل شيء في حياتي تحول إلى عبادة ..لأحقق قول الله عز وجل :
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ..
باختصار أقول : أنني الآن أعيش حياتي في هدوء وسكينة وسلام وسعادة ....

__ لم يعد يزعجني رنين هاتف يذكرني بموعد عمل ،
أو يقلقني ميعاد سفر ، أو أضواء حفلات أدعى إليها ...

__ بدأت أحضر ندوات دينية ، وأقرأ في القرآن الكريم كل يوم ،
وأقرأ في كتب التفسير ، أصبحت أقرأ بإحساس مختلف .....

__ أنا لدي اسرة تحتاج مني إلى مزيد من العناية والرعاية والاهتمام ،
وأنا أعتبر أولادي أعظم نعمة يهبها الله لي _ بعد نعمة الهداية _ .....

__ أصبحت ألح على الله عز وجل أن يوفقني إلى أن أغرس في قلوب أبنائي العادات الطيبة ،
والمفاهيم الصحيحة ، وحب الله ورسوله ، وحب العبادة ...

__ الفن بكل أسف تحول إلى سلعة وتجارة وصراع ، وجهد رهيب من أجل الترويج وحسب .....

__ إنني أقف في هيبة أمام الموت ، وعندما يحدث موقف فيه وفاة شخص ،
فإنني أهتز بشدة ، خاصة لو كان من المقربين ..

__ من المواقف التي لن أنساها ، أنني كنت أجادل شابا ملحدا ذات يوم ،
وعندما يئست منه ، أنهيت جدالي بقولي له : ستعرف حتماً في يوم ما أن الله موجود .
فقال بسخرية : متى ؟ قلت : عندما تموت !!

ولا تتخيلوا وقع الصدمة على قلبي ، عندما علمت بعدها بأربع ساعات فقط ، أنه مات غريقاً !! ...

انفعلت يومها بشدة .. وأخذت أفكر في الموت والحساب ، والعقاب والثواب الخ ..
وماذا عني ؟ وكيف سأقف بين يدي الله ؟؟

__ملابسي كانت أكبر مجاهدة ، ولكني بعون الله انتصرت على نفسي فيها ..

__ كل شيء يستطيع الإنسان تغييره إذا هو صدق في لجوئه إلى الله ،
فإن الله يعين ويقوي عبده الصادق .....

__ السؤال قبل الأخير كان : حكمة تنير لك درب حياتك ؟
فكان الجواب :
بل هو حديث قدسي أحبه كثيراً :
" من تقرب إليّ شبراً ، تقربت منه ذراعا ،
ومن تقرّب إليّ ذراعا، تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة .."

__ السؤال الأخير : همسة عتاب لمن ترسلينها ؟...
ترد مبتسمة :
إلى حنان ..إلى نفسي .. أقول لها :
ليتك فتحت عينيك على هذا النور الذي بداخلك من زماان !!

= =
ولنا في قصص هؤلاء المشاهير ، وهدايتهم ، عبرة وأي عبرة ..



كتبها بو عبدالرحمن