[عبد الله الصالح ,,]

بسم الله والحمدلله ..

والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

&&&

لا يكاد يخلو ( مسجد أو جامع ) في أغلب الدول العربية والإسلامية

من وجود ( قبر أو أكثر) وما أن تُقضى الصلاة حتى يهرع بعض

المصلين إلى هذه القبور ويبدأون بـ ( التوسل ) والدعاء وطلب الشفاعة من

هؤلاء الأموات أو الأولياء كما يسمونهم من أجل قضاء

الحاجات وتفريج الكربات!

&&&

جاهلية تتشابه مع جاهلية العصرالقديم الذين قال الله فيهم :

" أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا

إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ " 3 الزمر .

&&&

القرأن الكريم أنزله الله تعالى من أجل ( التدبر والعمل ) .

قال تعالى " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ

أُولُو الْأَلْبَابِ "صّ29

قرأناً ليس لأجل أن نردد آياته دون فهمها فهماً صحيحاً ومن ثم العمل

بكل خير دلتنا عليه واجتناب كل شر حذرتنا منه لذا كان الصحابة رضي

الله عنهم لا يتجاوزون العشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم .

&&&

والآن نتدبر الآيات التي تعلق بشيئين مهمين وهما :

( الدعاء ) وأمور أخرى تتعلق بالدين والدنيا والآخرة ..

ففي أمور الدنيا يقول تعالى :

* يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ..

*وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ

وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن ..

*وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ..

* وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً..

*يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ .

نلاحظ في الآيات وجود كلمة ( قل) أي قل لهم يامحمد .

ولكن عندما يتعلق الأمر بالدعاء والاتصال المباشر بالله تعالى :

* وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا

لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ..

* وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي

سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ..

&&&

إن زيارة القبور سنٌة للرجال من أجل السلام على الأموات والدعاء

لهم وليس للتبرك والتوسل بأموات قد أصبحوا تراباً لا يملكون نفعاً ولاضراً

لأنفسهم فكيف بنفع وضر غيرهم ؟ وحتى عندما نزور مسجد الرسول صلى الله عليه

وسلم فإننا نسلم عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما دون التوسل به

ولا بصاحبيه ثم نستقبل القبلة ونتوجه إلى الله السميع القريب المجيب ونسأله

بما نشاء موقنين بماورد في الحيث الشريف :

إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ..

أخرجه أبو داود عن سلمان الفارسي ..

ختاماً / قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" الدعاء هو العبادة "
ودعاء الأموات وطلب الحوائج منهم دنيوية أوأخروية شركٌ أكبر لا يغفره الله تعالى
وهذا الطلب لا يقدرعليه إلاٌ الله تعالى ودعاء الأموات لطلب الدعاء منهم دعاء!
والدعاء عبادة بل هو العبادة وصرفها لغير الله شرك أكبر..

&&&

من إعدادي أسأل الله القبول وأن ينفع به ..