[يمامة الوادي]

إنترنت لفاقدي البصر
البصر من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده، فهناك الكثير ممن حرموا هذه النعمة العظيمة لكنهم عكفوا على العلم الذي به يرتفع الإنسان.

والأمثلة عديدة جداً، لعلماء وشعراء وأدباء ومخترعين ورؤساء دول، كانوا يفتقدون نعمة البصر لكنهم ينعمون بنعمة البصيرة.

وهنا بعض الوقفات مع عالم غير المبصرين

جمعية 'إبصار' لغير المبصرين تنشئ أول مركز انترنت للمكفوفين في الشرق الأوسط.

فقد افتتحت جمعية خيرية مصرية في أحد الأحياء القديمة بالقاهرة مركزاً للانترنت يستخدم برنامجاً خاصاً للكمبيوتر للمكفوفين ويفتح آفاقا جديدة لغير المبصرين.وذلك مع انتشار خدمة الانترنت التي جعلت العالم في متناول كل الفئات.

ويستخدم المركز برنامجاً للكمبيوتر ينطق الحروف والكلمات التي تنقر على لوحة المفاتيح ومعلومات عن صفحات الانترنت التي يدخلها المستخدمون المكفوفون.

واكتشف رجل الأعمال المصري عاكف المغربي مؤسس ومدير مؤسسة النور هذا البرنامج الخاص في بريطانيا وساهم في تطويره ليتلائم مع المستخدمين للكمبيوتر باللغة العربية.

ومنذ افتتاح المركز قبل عامين نجح في تدريب زهاء 200 مكفوف على استخدام هذا النوع من التكنولوجيا وقدم جهاز كمبيوتر مجانا لكل مشترك في البرنامج بعد انتهاء التدريب.

فأرة خاصة لمساعدة المكفوفين على استخدام الكمبيوتر

وقد نجح علماء في تطوير تقنية جديدة لمساعدة المكفوفين على استخدام الكمبيوتر وأنتجوا فأرة تهتز إذ ألحقوا بها نظام تمثيل صوتي للرسوم البيانية التي كانت قبل ذلك غير متاحة لفاقدي البصر.

وهذه الفأرة تهتز في كل مرة تقابل فيها خطاً على الشكل البياني، مما يعطي الكفيف دليلاً على اتجاه الخط.

و هذا الأسلوب "يعد وسيلة جيدة جداً لتقديم معلومات للعميان والمبصرين.

وعند المقارنة بين الفأرة المهتزة وطريقة برايل الإلكترونية فإن إحدى المهام الصعبة التي تواجه المكفوفين هي محاولة استيعاب المعلومات عند تقديم نظرة عامة للبيانات أو الأحداث. ويمكنك توصيل معلومات معقدة تماماً بمجرد استخدام الصوت وهذا الأسلوب قد تكون له فائدة حتى للمبصرين مثل المتعاملين في الأسهم الذين يمكن لفت انتباههم عبر الهاتف المحمول من خلال نغمة تعبر عن الصعود والهبوط.

ويعبر عن خطوط البيانات عن طريق نغمات تختلف في التردد وفقا لاتجاه الخط صعوداً وهبوطاً. ويمكن استخدام العديد من مثل هذه النغمات للتعبير عن خطوط مختلفة في الرسم البياني عندما يدخل المستخدم النظام الصوتي.

برنامج Vergo يقرأ الشاشة بطريقة برايل

وتقدم شركة فيزيوتيك خدمات وحلول رائدة للمكفوفين وضعاف البصر في العالم العربي. وقد ولدت هذه الشركة من رحم معاناة الكفيف العربي، وتأسست عام 2001 لتصبح من أوائل الشركات المتخصصة في تطوير مثل هذه التقنيات، وقد عملت على تنشئة جيل متكامل من تقنيات الصوت وبرايل وما يتعلق بضعاف البصر وأحدثت ثورة حقيقية تفتح أبواب عالم التقنيات المجهول للمكفوفين.

وشهدت هذه التقنية تطوراً ضخما في البرامج المساعدة للمكفوفين وضعاف البصر، وذلك عن طريق البرامج الناطقة أو برامج برايل مزودة بالأسطر الإلكترونية.

وتوفر فيزيوتك التي تتخذ من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، للمكفوفين العرب مجموعة من البرامج والأجهزة التي تمكنهم من استخدام الكمبيوتر وتصفح الإنترنت ومنها:

- برنامج قارئ الشاشة (Vergo): يعمل بلغة برايل ويتعامل بمرونة فائقة مع أحدث أنظمة تشغيل الحاسب الآلي.

- بوكيت فاريو يعمل بتقنية البلوتوث.

- شاشات برايل الإلكترونية (Vario) بأحجام وأشكال مختلفة بما يتناسب مع رغبة كل مستخدم.

- شاشات فاريو السلكية واللاسلكية. وتمكن اللاسلكية منها التي تعمل بتقنية البلوتوث الكفيف من استخدام الكمبيوتر من أي مكان قريب من الكمبيوتر وبأي وضعية جسمية.

- أصغر كمبيوتر جيب للمكفوفين في العالم (Pronto) يعمل بنظام Windows CA Net, مصمم ليوفر للمستخدم مجموعة من التطبيقات التي يحتاجها في كل وقت منها برنامج الدفتر ودفتر العناوين وآلة حاسبة قياسية وعلمية، تقنية تشغيل ملفات MP3, التوصيل بجهاز الهاتف الجوال، والتعرف على درجة الحرارة وضغط الهواء واتجاهات البوصلة. برونتو أنيق الشكل وخفيف الوزن وصغير الحجم.

- جهاز التسجيل الرقمي (Daisy) للكتب والمحاضرات.

- طابعات برايل .

ومن انجازات هذه الشركة:

- إنشاء أول مكتبة إلكترونية في العالم العربي مكنت الكفيف من قراءة آلاف الكتب والمجلدات التي كان يعز عليه قراءتها فيما مضى. وتتخذ هذه المكتبة من المكتبة المركزية لإمارة الشارقة مقرا لها.



- تأسيس معمل للحاسب الآلي في قطاع غزة في الأراضي المحتلة وليبيا.



- تطوير مطابع الأمانة العامة للتربية الخاصة في المملكة العربية السعودية.



وأهم ما يلفت النظر في هذه الشركة الرائدة أنها يديرها ثلاثة من المكفوفين .



أخيراً :الحمد لله على نعمة البصر،وأن يعيننا على شكرها،لأن السليم المعافى أولى بالأخذ بالهمة العالية من غيره.



الكاتب:عبدالله الخطيب