[عبد الله الصالح ,,]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
والحمد لله رب العالمين ..
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
***
" التعصب " شعور داخلي يجعل الإنسان يتشدد فيرى نفسه دائماً على حق
ويرى الآخرعلى باطل بلا حجة أو برهان وتتعدد مظاهر وأنواع التعصب
فهناك التعصب / الديني والطائفي / العِرقي / القبَلي / الفكري / الرياضي وغيرها ..
الإسلام ينبذ الجاهلية والعصبية ويدعوا للعدل وقبول الحق وسماع الرأي الآخر ..
إن من نتائج ( التعصب ) مانشاهده الآن من تفرق الجماعات الإسلامية وكل جماعة
تعتقد أن ( الحق ) معها وتلصق التهم بالجماعات الأخرى إلى درجة إتهامها
بـ " الكفر "وقد تنتمي هذه الجماعات إلى بلد واحد ولكن التعصب فرقها
وجعلها فرقاً شتى وجعل بينها ( عداوة ) ..
***
ومن أنواع " التعصب " الذي بدأ يطفو على السطح خلال السنوات الأخيرة :
" التعصب الرياضي " الذي صبح ظاهرة سيئة داخل المجتمع السعودي نتج عنه
/ الكراهية والحقد والحسد والشحناء والبغضاء / بين أفراد الوطن الواحد وربما
بين أفراد الأسرة الواحدة ووصل الأمر إلى درجة ( التعاطف والتضامن ) مع الفرق
الخارجية ضد الفرق الوطنية ولم يعد الأمر خافياً أو مخفياً بل مصرحاً به من بعض
( المحسوبين ) على الوسط الرياضي من لاعبين وإعلاميين ويزاد الأمر بتمني فوز
الفرق الخارجية ولو كانت من بلاد كافرة تكره الإسلام والمسلمين !!
***
مصيبة أن يصل البعض إلى هذا الدرك الأسفل من الكراهية وأن يطغى التشجيع
الرياضي على الإنتماء الديني والوطني والإجتماعي وأن نصطف مع الغريب البعيد
على القريب والأسواء أن يكون هذا الغريب كافراً !! ويتعجب الكافر من أولئك الذين
تركوا التضامن مع أبناء بلدهم وإنحازوا إليه ووهو يعلم أنه لم ينحازوا حباً فيه
بل كرهاً في أبناء بلدهم بسبب الميول والتعصب !
***
إنها ظاهرة غريبة وغير مألوفة في الماضي الرياضي القريب ومن يتابع
الشأن الرياضي في الدول المجاورة التي تتشابه معنا كـ دول الخليج يلاحظ أن الشارع
الرياضي لديهم يغلب عليه الهدوء بالرغم من مشاركات فرقهم في منافسات إقليمية
وقارية , تعصب جعل البعض ينحر الذبائح إبتهاجاً بفوز الفرق الأجنبية
على الفرق الوطنية وأوصل البعض إلى التهديد ب ( طلاق ) زوجته إذا لم يفز
فريقه المفضل !! إي عقول هذه !!!
***
لماذا الشارع الرياضي لدينا ( مشحون ومتوتر ) طيلة الموسم الرياضي ؟
إن لهذا أسباب من أهمها ( الإعلام الرياضي ) ببرامجه التي ساهمت وتساهم في
" تهييج " الجماهير التي تتابع هذه البرامج فما أن ينتهي برنامج في قناة
حتى تنتقل الجماهير إلى برنامج آخر في قناة أخرى وهكذا تصبح الجماهير
مشحونة على مدارالساعة برامج موجهه تستضيف من لديه القدرة على الإثارة
والبلبة وكسب المزيد من الجماهير ومزيداً من ( الدعايات والإعلانات ) بين
ثنايا البرامج كما أن تصريحات بعض أعضاء الشرف ورؤساء الأندية
واللاعبين تصريحات تنتقص من الفرق الأخرى ولاعبيها يكون لها ردود
أفعال لاتقل حدٌة وتستمر المشادات والضحية هم ( الجماهير) ..
***
الرياضة وسيلة وليست غاية وكان يقال بأن من تفرقهم ( السياسة ) تجمعهم
( الرياضة ) رياضة المحبة والسلام ولكن الرياضة في وضعها الراهن أصبحت
( بؤرة ) للعداوة وجالبة للبغضاء والحقد والحسد ..
والحل الجذري للقضاء على هذه الظاهرة المزعجة يكمن في تقليص هذه البرامج
وإسناد إدارتها إلى من يتحلون بالوعي والثقافة والرغبة في نشر الخير ..
أما إن إستمر الوضع كما هو فإن كانت البداية سيئة فالنهاية أسوأ ..
***
ومضه :
في الفيزياء قانون يقول / يزول التأثير بزوال المؤثر ..
***
بقلمي من تعجبي ..