[يمامة الوادي]

عفواً يا صحافة .. الإشارة حمراء !

كرٌ و فر , إتهامات , قذف , سباب , هذا ما يتعامل به الذين يتربصون بالصالحين والمصلحين , وفي هذه الإشارة سوف أطرح قضية ولك الحرية عزيزي القارئ في تحديد هل هي بأهمية حتى تطرح ..

الإعلام يُشكِّل ثقافة وميول المجتمع في كل مكان , وليس أدل دليل على ذلك أن صحيفة واحدة يقرؤها مليون شخص في يوم واحد عن طريق النشر الورقي فقط , لذلك أصبحت هي المصدر الذي يستقي منه رجل الأمة قناعاته وميوله , ولا أبالغ حينما أقول أن هناك من يبحث عن الصحيفة الفلانية ماذا قالت .. حتى يتبنى الفكرة التي طرحتها أو يعتنق المذهب الذي تدعو إليه .. حتى يتشدق به في المجالس ..

وصحافتنا المحترمة وصلت إلى المرحلة التي تنتظر فيه المسمار الذي سوف يدق في نعشها ..! أخشى ما أخشاه أن أبناءنا بعد مائة أو مائتين سنة يطّلعون على أرشيف هذه الأيام , ماذا سيقولون .. ؟

فقضايانا : بنت القطيف , ومطاردة هيئة , وأرز ارتفع , وامرأة محرومة من قيادة السيارة , وتجهيز حفل اعتزال لاعب .. إلى غيرها من الأخبار التي تتشدَّق بها صحافتنا ..

فليس هناك أدنى شك أن الصحافة استلمت زمام الأمور .. فأصبحت تملي على القراء قناعاتها , ودعوني أتحدث بصراحة : قضايا الهيئة أوغروا بها الصدور , كرّهوا العامة بالدعاة وطلبة العلم ووصفوهم بأنهم يتاجرون بعلمهم الشرعي وليس منا ببعيد تقرير فوربيس العربية , فأصبحْت لا أطيق تصفح الصحيفة فهنا دعاية لفنانة ، والصفحة الأخرى إعلان لملابس داخلية نسائية موشحة بالتأكيد بصورة تعمي البصيرة قبل البصر , ألهذه الدرجة أصبحنا ساذجون ويقودنا ثلة ذات أهداف دنيئة ومنهج خبيث ..

إن في أيدينا صناعة التلفاز والصحافة والمنبر , وواحدة من هذه كفيلة بأن ترد على مثل هؤلاء , وتأملت في قول الله تعالى : ( ثم لتسألنَّ يومئذٍ عن النعيم ) وخلصت إلى أن هذه النعم التي عندنا ولم نستغلها سوف تشهد علينا , لا قناة إخبارية إسلامية متخصصة , لا صحيفة إسلامية وإنما الموجود على الساحة محاولات خجولة للتصدي لهذه النقمة ..

وأخلص إلى هذا القول : وهو أن كل واحد لديه مشروع في بيته .. في حيّه .. في مدينته .. في مجتمعه .. في أمته , لا بد أن ينفذ حتى يخلص عليك القول : ( رجل الأمة ) , أما إذا كنت لازلت تفكر في أهمية ذلك , فعزائي لك .. فأنت ليس لديك همّ ... ولا تستحق الانتساب لهذه الأمة .

وقفة : ذكر الشيخ الفاضل علي الطنطاوي في أحد مقالاته : أنه رجعي , رجعي , رجعي .. ضد من يا ترى .. ! ضد الحضارة الغربية وأذنابها , والتي أوشكت على تثبيت مخالبها في جسد الأمة , وأقول هنا معه .. نحن رجعيون ولكن لعقيدتنا وهويتنا وأمتنا ..

وكتبه ببنانه .. أبو همام بخيت الزيادي