[ريحانة الوجود]

	حياتنا ما هي الإ صفحة ويوم ما حتما سوف تغلق وتكون تلك الحياة ولفصول رحلتنا بها نهاية وهناك يوم ينتظر الجميع وهم وقوف بين يدي الله أن ترجح كفة أعمالهم الكل يريد حسنة ليثقل بها الميزان فلما التأخير والتغافل وأغفال قلوبنا . قال تعالى ((( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ) فكم تلونت تلك القلوب بظلم العباد . وكم من ألمً حين تذكر أن فلان ظلمه وأن فلان حرمه من حقه وما أصعبة من وقعً على النفس حين يظلم القريب قريبة , تقطعت القرابة والمودة وتنافرت النفوس وتباعدت القلوب.. تشعر بوحدة وأحيانا تموت مرات ومرات لكن كل هذا لا يحرك ساكناً وكأن حياتك رخيصة لا تعني لهم شئ .. عندما قست القلوب .. لم ترق حين سمعنا قولة تعالى(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) وهو يقول وربي قد قهرت والأمانة قد ضيعوا فماذا أنت صانع يا من تجبرت حتى على حقوق المستضعفين وكم من الأموال أوكلت من غير وجه حق ظلمً وكم من أناس أفسدوا في الأرض ..وامتدت أيديهم على حقوق الناس . والرسول عليه الصلاة والسلام يقول كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ، وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ، وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ويقول 0 (من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ، إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه ، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحمل عليه) عندما قست القلوب .. لو كنا نفتح كتاب الله ونتلو آياته بتدبر لخشعت القلوب ورقت ووقفنا عند حدوده وأعطينا كل حقً حقه.. ولما مشينا في الأرض متكبرين والله يقول({ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا إِنَّك لَنْ تَخْرِق الْأَرْض وَلَنْ تَبْلُغ الْجِبَال طُولًا } وقال تعالى ({ يا بنيّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل) هذه وصايا نافعة حكاها اللّه سبحانه عن لقمان الحكيم ليمتثلها الناس ويقتدوا بها أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل، وكانت مخفية في السماوات أو في الأرض { يأت بها اللّه} أي أحضرها اللّه يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، وجازى عليها إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً} الآية، ولو كانت تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء، أو ذاهبة في أرجاء السماوات والأرض، فإن اللّه يأتي بها لأنه لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، تفسير ابن كثير ولو تدبرنا كتاب الله لعرفنا حال الأمم السابقة حين عتت وظلمت وأعرضت عن أمر ربها وأخذنا من قصصهم عبرة وردعً .. أقم حياتك قال تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )" كما جاء من الآثار عن التابعين ما يدلّ على فضيلة العفو والصفح في الدنيا : قال الهيثم بن معاوية : " من ظُلِمَ فلمْ ينتصرْ بيدٍ ولا لسانٍ ، ولم يحقدْ بقلبٍ ، فذاك يضيء نوره في الناس " ولتكن لنا في الحياة صفحات نقية من الخير والتسامح فهي قطرات تغسل القلوب وتترك بريق وضياء ضع بصمتك و أقم حياتك : في ظل العدل وطاعة الله تنعم براحةً ورضى الله .. ,أتمنى أن يُعيد الكثير منا النظر إلى صفحة حياته هل تسرك يوم العرض أمام الله , إلى الكثير من تركوا ألمً لمن حولهم هل نظرت إلى مدى قسوتك وجرحك الغائر الذي خلفه ظلمك لحياتهم , أقم حياتك ..وعُد إلى نفسك محُاسبً بقلم:ريحانة الوجود..والذي نقلته تفسير ابن كثير وقول الهيثم وأشرت إليهم .في الموضوع .