[أبو_إبراهيم]

ناقتي.. يا ناقتي..



قافلة من الإبداع تقودها جنية بارعة.. يحميها مردة وشياطين.. ويرسم طريقها سحر من البيان..

تطوف براري الجزيرة وتطوي القفار العسيرة.. تطرق الأسماع والأبصار.. فتسلب القلوب بإقتدار..

تذهل الناظر.. تدهش السامع.. ولها في المليون باع ومطامع..

أبهرتني هذه القصيدة الفرعونية.. قدرات عالية في توظيف العبارات وتحميلها بالصور والإشارات.. بلاغة متناهية نظماً وأداءاً.. تكراراً ووقفاً وإبتداءاً..

كما شدتني هذه البداية الرقيقة في وصف الناقة الرشيقة كعادة الشعراء العرب في الاستهلال بوصف الناقة وتذكر الأطلال مهما كان الغرض..

وقد لفت انتباهي هذا الغموض الذي يكتنف القصيدة وكثرة الصور الشعرية والرموز والإشارة إلى القصص العابرة والأساطير الغابرة.. وتلك اللجنة الحاذقة التي حاولت الإمساك بزمام الناقة.. فكشفت بعض أسرارها.. ولكنها ناقة فرعونية.. خطامها بيد جنية.. فستبقى حرة العنان وطريدة الفكر واللسان..

وقد تعجبت كثيراً من تصيد المعاني وتدبر القصيدة ونقدها وحفظها وشرحها وحديث الناس فيها..

حتى الأطفال شدتهم واستهوتهم.. وصارت أنشودتهم..

جمعت بين البساطة والتعقيد.. والأصالة والتجديد..

وكشفت قدرات الناس على التدبر والفهم والغوص في أعماق النصوص..


بسمك اللهم منزل سورة الاحقاف والاعراف منزل (ن) (قاف) (كاف-ها-يا-عين-صاد)

عالم سر العباد ومهلك فرعون ذو الاوتاد عاد هل ارم ذات العماد ومن بنوا صخرا بواد





هذه نظرة عابرة في تأثر المجتمع بشاعر من البشر

خلقه الله.. ورزقه السمع والبصر..

ووهبة القدرة على النظم والشعر..

كما ركب في الجميع قابلية الفهم والتدبر.. وأخذ العبر

وبيت القصيد.. كلمة عابرة وهمسة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

أفيُعمد إلى الخزف ويهجر اللؤلؤ في جوف الصدف

إنه القرآن.. البقرة وآل عمران

الأعراف والإسراء والفرقان

القرآن.. أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم..

القرآن.. كلام الرحمن

لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً..

أيعمد إلى كلام الناس.. ويهجر كلام رب الناس.. ملك الناس.. إله الناس..

(وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)

وحينئذٍ يجثم الوسواس.. فلا يخنس

(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)

(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى)

أفلا يتدبرون القرآن.. أم على قلوب أقفالها؟؟؟

فسبحان من طيب الدنيا للعارفين بمعرفته..وسبحان من طيب لهم الآخرة بمغفرته


أرى ناساً بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا بالعيش بالدون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك ... كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين



قال ابن الجوزي رحمه الله:

كم في القرآن من ذكر يوم الوعيد ولو لم يكن إلا سورة التكوير والإنفطار لكان كافيا لذوي الأسماع والأبصار..

فليت شعري.. هل أنتم بالقيامة مصدقون أم الموعود بها قوم آخرون!!.