[يمامة الوادي]

إلى السجانين .. لحظة من زمنكم



صباح الضامن


إلى من يعتقل
إلى من يضع في قمقم وينازله
إلى كل من يسلب حرية ويجلس ينظر بلا اهتمام أو باهتمام ويتمنى انطلاقا

إلى السجانين
الذين يتفنون في صنع أساور ذهبية
فضية
خريفية
ربيعية
بكل الألوان وبلا ألوان

إلى كل من أطاح بهدأة
وقبض على ناصية فخزنها في جب النسيان

إلى من يستعبد
بيض الساحات بخربشات
سح الدمع وسقى جفافا
أفلا تعي يا سجانا
طيب الكلمات

أيها السجانون
يا أنامل الكتاب
آه لو أنكم تعلمون
ابقوا معي فأحكي لكم

قصصا ليست من كان يا ما كان
قصصا يا سكان الأساطير
ومن تربع في جراب الحواة وأخرج نكاته
وأخرج سحره

سأسكب لكم شيئا
أو بعضا
من بضاعة في قلب صمتكم
وفي وقت يتناغم الحسن مع نجوم السماء العالية لعلي أقول ما يفيد لما رأيت وما رأيت في دوران ودوران في عالم الكتابات لعلي ألون حياة في قلوب لعل الصحو يغرق شواهد الغرور العاليات فتصارع عنان السكن .
أو يكبح جماح النزوات
فتطفو روح في زمن
صارت الحروف كأنها سيول تقترف جورا
وتسجن كل الحسنات ...

سأقول لهم :


--------------
كتبت مرارا مر الكلمات لتعدو كخيل بدوس على أرض النفس لا تلوي كتبتها وكلي أمل أن تمحوها ذرات نسيان فإذا بها تعلق كسخين حرف وكلم على جدران الأسى

جميل يا ألم تتفتق عن إبداعات ترجف بحمى تهلوس بخربشات الليل الأحمق ماذا يريدون يكتبون وتمحى الحروف بلا تحديد ولا تجديد فكر يدور ويدور في عوالم الكتاب والكتابات كمتسول يتلصص في ردهات أغنياء الحرف ليعود رقه غبيا بلا ترسل ولا توضح ولا اختلاف لا ليس غبيا بل جموحا كتلك الأفكار التي تدافعت أمام المهج تسرق لمعان وضوء أبحث عن شيء يوقظ في قامة حروفي عنفوانها فلا أجد أشكو ليلا أملقا بلا ديمة سكوب أشكو صبحا لا يتوضأ بشعاع النهار فيغدو رمادي اللمات أشكو بعدا عن هدف .. ممن قال عندي هدف وتغنى عليه كصب لم ينل وصلا وأدور أدور لأجد من يواكبني في رحلتي الغموس بذنوب تثقل أثقلتم كاهلي يا من أدور في فلككم فأين من يفهم لغة بها أقول !
بها أبحث فلا أجد لا قاموسا يوضح ولا رسما يلون أرى الحب على مدارج الثوار يبتدئون به يومهم استعدادا لغزو القلوب بسيوف جارحة لا تستحي فتقدم وتنزف منا دماء الخجل في سرادق الأدب .
وأرى الدين يقدم على قطعة مخملية بكل لون بفسيفساء من كل ملة وصوب لا تحيي مواتا وتخطف أبصارا فتدور الأعين كمن مسه الشيطان فلا تفيد لا تستفيد .
وأرى معاقل أدب تصرخ بحق والمحامي يترافع فيها بأسوأ أدلة .
الكل يجتمع .. الكل يكتب .. ويكثر الكلام وتزداد الصحاف ملونة مبهرجة مترفعة عن تفاهة لتغوص في نير باذخ من تصاوير لا تعرف لم وضعت إلا لتزين القبيح المختبيء بين الحروف لم نكتب .. هل فكرنا لم حشرنا آلاف الكلمات في أنف صغير لا يكاد يتنفس وأن المنافذ قد سدت .!
تعبنا من التكرار
تعبنا من الولوج لبسمات جليدية في يوم أبرد من كانون لنقول نفس الكلام ونفس العبارات وذات الخرافات يا من تسمعون أما مللتم ذات القول !
أما تجدون أن ما تذروه رياح التكرار يعود لكم بشوك أفول !
يا من تدورون أما مللتم ذات التوجه وذات الكم وذات الجري بنفس حلقات الدائرة لتعودوا لنقطة بدء .
صفوان ورقكم بلا تبر التغني بل بترب التهجي .
فألف باء الكتابة أن تبدأ بلم أكتب ولمن !
فإ ن لم أجد ما أعرفه فلأقرأ ما يعرفني .
لي زمن أدور هنا وهنا أرى ضحكا على الذقون وتربيتا على رؤوس طفلة بزمن الكبار .
يا من أمسكتم بالقلم تخيلوا معي أن الزمان محي ودرست الأيام واختفت الدنيا ونحن في مشهد يوم عظيم أعطوني عقلا الآن لأدافع به عن كلمات أحشرها في أفئدة ضعاف .
أعطوني قلبا لأخبر أني كتبت من أجل إحياء قلب .
أعطوني ممحاة أمحو بها سوء الفعال ببسمة آثمة وضحكة خافتة بين السطور أو فوقها لتفتن وتخذل وتجثم بشر على أنفاس حرة نقية .
أعطوني دمعة علها تطفيء صقيع الفعال يوم كنت أظنها عملا وأقضي به الحوالك والشموس .
يا من أجريتم قلمي حزينا بدمع أليم
جميل هذا الألم الذي يوقظ فينا دماء الغيرة على أقلام تسكب في فوضى اكتبوا واملأوا الدنيا واحملوها في صحاف وقبلها تأكدوا أنها توزن لكم فاحترسوا واجتمعوا وسدوا المنافذ بأجسادكم وعقولكم ولكن تأكدوا أنكم ستبحثون عن منفس إن لم تكن تلك الحكايا في مجالسكم بما يرضي من علمكم مالم تعلمون .
وارسموا منتدياتكم ومواقعكم بألوان الشفق الألق وتعلموا منه أنه زائل لليل وآت بعد ليل فتفكروا فتقلب الحال ماثل أبلج ... فاجعلوه نهارا بطيب تنشروه ولتكن نيتكم فجرا يضيء كلما أردتم افتتاح دنياكم

دوران دوران في عالم المواقع ألجم قلمي وآلمه فجميل أن نألم وننزف فإن سال حبرنا دما يوما فذاك جرحنا يطهر الخبث فاسجنوا حروفكم بين أناملكم إن كانت بعثرة لنفوسكم فوق صراط مستقيم