[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

يوم الأحد بعد غد إن شاء الله، سيوافق اليوم الذي يتجدد فيه التفكير بنعمة الله علينا بتوحيد البلاد والعباد تحت راية واحدة، وبعد كفاح استمر أكثر من ثلاثين عاما، قاده وحلم بتحقيقه ورآه يتحقق بعد ذلك: الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الله يغفر له ويرحمه.........

صارت البلاد مترامية الأطراف، ومختلفة الاتجاهات، والمليئة بالنزاعات الجغرافية والقبلية، والمليئة بالحروب، على أسباب كثيرة، والكثير منها كان غير ذي بال!! تحت راية دولة واحدة أطلق عليها: المملكة العربية السعودية، وكان ذلك منذ عام 1351 هـ .

لقد خرجت من رحم تلك الحقبة دولة التوحيد، ودولة تطبيق الشريعة ودعم الدعوة، لقد تحول ذلك المجتمع القبلي المتفرق والجاهل والمتناحر بفضل الله إلى مجتمع ينعم بالأمن والأمان والحضارة والوعي والثقافة.

تحل الذكرى السابعة والسبعون بعد غد لهذا الوطن، الذي نشأنا فيه، وتنعمنا بخيراته، وتنفسنا هواءه، وتلذننا بكل شيء فيه؛ حتى لهيب شمسه وغباره، بتنا لا نطيق فراقا لهما، وصدق هنا وصف من قال: كل ما يفعل المليح مليح.........وطني أنت البلد، وأنت الحضن، وأنت الشارع، وأنت البيت، وأنت الحي، وأنت العائلة الكبيرة التي اجتمعت فيها عوائلنا المتناثرة على ترابك.

لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عن مكة المكرمة : ( والله إنك لأحب البلاد إلى الله .. ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ..! ) ..
فلا علينا حرج من القول؛ بأن بلاد الحرمين الشريفين هي واسطة العقد لبلادنا التي أحببناها وسنظل نحبها ما حيينا، وإذن؛ سأقولها بأعلى صوتي : والله يا أرض الحرمين.. أيتها (السعودية ).. إنك لأحب البلاد إلي، ولا يعني هذا والله التقليل من حبنا لبلاد المسلمين عامة، أو التقليل من حبنا للمسلمين، وليس هذا حب تراب فقط، بل حب ما يوجد فوق التراب، من الأهل والعشيرة والأحباب والخلان والدور والمساجد، والآباء والأمهات..... وحب الحرية التي ينعم فيها من يعيش في هذا البلد، وأخص بها حرية العبادة وحرية النفس والمال، وغيرها مما يجب أن يذكر فيشكر، ومن ثم َيقرُّ إن شاء الله.

وطني فيك علت المآذن، وازدهرت المنابر، وكرم القرآن وحفظته، وصارت صحراؤك بفضل الله واحات خير لكل من يعيش عليها، يا وطني ويا قبلة كل المسلمين كم أنت جميل، وكم البوح للمحبوب أحيانا قد يكون صعبا، فقد نكون لما نتعود على البوح بالمشاعر أحيانا، وخاصة لمن لا يطلبها، لأنه لا يحتاجها، فهو وطن بذل وعطاء، ولكني اليوم سأقولها بملء في:
أحبك يا بلاد الحرمين الشريفين، ويا من فيك الكعبة المشرفة، ويا من كرم فيك القرآن، ويا من أنت قبلة المسلمين، ويا من احتويت على أحب البقاع إلى الله................. نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن تستمر بلدنا راعية ومحضنا للتوحيد.

الله احفظ بلادنا وبلاد المسلمين، اللهم وفق قائدنا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووفق ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووفق الشعوب الإسلامية عامة، والشعب السعودي خاصة، آمين يارب .