[يمامة الوادي]

صناديق للمستثمرين .. عجّل فالعدد محدود ..



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. فإنه قبل أيام قد تم العرضٌ والإعلان عن صناديق استثمارية لكل مواطن ليس في هذه البلاد فحسب ولكن في جميع الأصقاع ، وبالأخص المسلمين منهم ، وذلك من البنك الرمضاني ..

إلاَّ أنَّ البنك الرمضاني سيُعلن إغلاق باب المشتركين بعد أيام قلائل فلذا نحب التنويه والتذكير .. فإن الفرصة لا زالت متاحة والسلع المعروضة غالية وباهظة الثمن ، وخصوصاً التي عليها العرض وهي صناديق الصدقات والإنفاق في وجوه الخير ، وصناديق قيام الليل وصلاة النوافل ..

وكذلك صناديق قراءة القرآن وذكر الله تعالى ، وصناديق إطعام الطعام وإفشاء السلام ، وصناديق صلة الأرحام وزيارة المريض والإحسان إلى الجار ، وصندوق الاعتكاف والخلوة بالله جل في علاه ، وصندوق العمرة في رمضان وغيرها من صناديق البر والإحسان والأعمال الصالحة المتنوعة ..

وقد تبين أن الصناديق موجودة لدى كل واحدٍ من أولئك المستثمرين وقد تم توزيعها على كل مُكَلَّفٍ منذ زمن بعيد فقد قال تعالى : ( وكل لإنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) الإسراء.


ولو تأملنا لواقعنا في هذه الأيام والليالي المباركات لوجدنا ثلة من الناس قد عكفوا على ما من شأنه أن يعبئ هذه الصناديق ويثقلها فهنيئاً لهم فرحة العيد في الدنيا بعد رمضان ، وفرحة الفوز برضا الله في الآخرة بعد الرحيل من هذه الدنيا :

( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون.. ) المؤمنون .. وقال تعالى : ( فأمَّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضيه وأمَّا من خفت موازينه فأمُّه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية ) القارعة.


أيها الأحبة .. لعلنا أن نجتهد في استثمار ما بقي من رمضان الخير والبركات ونعبئ صناديقنا من الحسنات والأجور المتناثرة هنا وهناك في سوقٍ يتزاحم عليه أولوا الألباب ، أصحاب العقول الحية ، المتنافسون من عباد الله الصالحين جعلنا الله وإياكم منهم ..

ولنترفَّع بأنفسنا أن نكون مع الغافلين والذين قد امتلأت صناديق نفاياتهم ببقايا الأطعمة ، وخلت صناديق آخرتهم من صالح الأعمال ولا حول ولا قوة إلا بالله .. قال تعالى : ( قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب .. ) .



بقلم / جمال بن عبد الله الزهراني