[مهندس أحـمـد]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

متابعينا الكرام حياكم الله جميعاَ,,,
كماعودناكم على طرح الأسئلة المفيدة
السؤال من جزئين :


الجزء الأول/
إذا أستيقيظ النائم وهو مسروربرؤيا رآها فهل هذا يدل على معنى جيد في الرؤيا أوعلى وقوعها ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم , اذا استيقظ النائم فرحا برؤيا رآها ليس بالضرورة أن يكون معناها جيد فكما هو معلوم أن الرؤيا تنقسم الى عدة أقسام منها ما هو محمود ظاهرا وباطنا , ومنها ماهو محمود ظاهرا ومذموم باطنا ومنها ماهو مذموم ظاهرا ومحمود باطنا ومنها ماهو مذموم ظاهرا وباطنا , فلربما تكون تلك الرؤيا التي رآها من النوع التي تكون محمودة ظاهرا ولكنها مذمومة باطنا فمن ليس له علم بالرؤى وبعلم التأويل لا يستطيع تحديد أيٌ من الرؤى محمود وأي منها مذموم ولكن في هذه المسألة نقول لمن رأى ما ترتاح له نفسه فليعمل بما قاله النبي صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال : (( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لا تضره )) , فليحمد الله على تلك الرؤيا وليقصها على محب أو على عالم او على ناصح أو على وادّ حتى يخبره بما في تلك الرؤيا من معاني فاما خير يبشر به واما شرّ ينهى عنه .

وبالنسبة لوقوعها من عدمه فهذا كله بتقدير الله ان شاء وقدّر لها الوقوع تقع حتى وان لم تعبر وان شاء الله وقدّر عدم وقوعها فلن تقع , ولكن لعلنا نفصّل قليلا في المسألة فالرسول اللهم صلّ وسلم عليه يقول (( إن الرؤيا تقع على ما تعبر، و مثل ذلك مثل رجل رفع رجليه فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما )) فهنا بشارة على وقوع الرؤيا على ما تعبر به اذا وافق التعبير الصواب , ولكن بالرجوع للآية الكريمة من قول الله تعالى (( ذلك بأن الله لم يكمغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم )) , فالرؤيا الصالحة نعمة من الله فمتى ما قوبلت تلك النعمة بالذنوب والمعاصي فإن الله يغير تلك النعمة ويقلبها الى نقمة على صاحبها , فلذلك حتى وان عبرت الرؤيا بخير فليس شرطا كافيا لوقوعها اذ أنه لابد لصاحب الرؤيا ان يحمد الله ويزيد في الطاعة حتى يحقق له الله ما يريد أما اذا عصا الله فإن " الذنوب تُزيل النعم "

والله أعلى وأعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء الثاني/
ما رأيكم بصحة المثل التالي:نوم الظالم عبادة؟؟

من رأيي ليس بصحيح لأن النوم ينقسم الى ثلاثة أقسام من حيث النيّة .

فهناك من ينوي النوم لينشط نفسه للقيام بالعبادة بعد الاستيقاظ مع قيامه بالالتزام بجميع آداب النوم من ذكر وطهارة وغيرهما فهذا نومه عبادة .

وهناك من ينوي النوم لراحة بدنه للقيام بمزاولة أعماله المباحة ويكون نومه دون ذكر ودون قيام بآداب النوم فهذا مباح .

واخيرا من ينوي النوم للتقوي للقيام بالفجور والأمور المحرمة كمن ينام نهاره كله للقيام في الليل والسهر على الافلام وغيرها فهذا نومه أثم ووبال عليه .

فلا نستطيع القول بأن نوم الظالم عبادة لأن الظالم يكون من النوع الثالث ونوم العبادة هو النوع الأول فمن الظلم أن نضع شيء في غير محله .

أيضا حتى وان أخذناها بالمجاز فالناس ليسوا سواءً في أفهامهم فهناك من الناس من يحسبها على ظاهرها وأنه فعلا نوم الظالم عبادة والرسول اللهم صل وسلم عليه يقول : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم )) فمن الأفضل لنا التزام ما علمنا إياه حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال " (( ... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )) فلنقل خيرا أو لنصمت .

والله أعلى وأعلم

ختاما أقدّم شكري للدكتور فهد ولجميع طاقم الادارة على إتاحتهم الفرصة لنا بالمشاركة فشكرا لكم وجزاكم الله الفردوس الاعلى من الجنة .